تشهد أحياء بلدية بئر توتة في العاصمة حالة من الغليان والفوضى على إثر الاحتجاجات العارمة التي قام بها سكان البلدية على ما أسموه تعسفا ممارسا ضدهم من طرف السلطات المحلية التي تعمدت إقصاء السكان الأصليين لهذه البلدية من عملية إعادة الإسكان. تحت شعار (أعطونا سكن ولا اقتلونا) انتفض سكان عدة أحياء من بئر توتة للمطالبة بحقهم بالسكن الذي أقصوا من الاستفادة منه لعدة سنوات، وحسب أحد سكان البلدية والذي عبر لنا عن سخطه الشديد للحالة التي يعيشها أبناء البلدية الأصليين من خلال عدم استفادتهم من السكن رغم الظروف المزرية التي يعيشون فيها منذ أكثر من ثلاثين سنة، فحسبهم فإنه من الظلم أن تسلم البرامج السكنية بهذه المنطقة إلى عائلات من خارج بئر توتة، في حين أن السكان الأصليين يستمرون في تحمل ضيق السكن وتبعاته. والمشكل حسبهم أنهم تلقوا وعودا من السلطات المحلية في وقت سابق من السنة الماضية بالاستفادة من السكن وأنهم مدرجون في قوائم الاستفادة، وهذا بعد لجوئهم إلى قطع الطريق بعد أن سمعوا عن عملية إعادة إسكان سكان ديار الشمس في أحد المناطق السكنية الجديدة في بلدية بئر توتة على حساب إقصائهم، إلا أن هذه الفتنة تم إخمادها بعد أن وعدوا بالسكن في أول برنامج سكني جديد. إلا أن الوعود لم تتجسد إلى غاية اليوم فلقد طال انتظار السكان الأصليين لبئر توتة لتوزيع هذه السكنات التي يرونها أمامهم وقد اكتمل إنجازها، ومع مرور الوقت تيقنوا أنها لن تكون لهم حصة فيها والتي من أهمها برنامج أكثر من ألف مسكن، في حين أن ملفات طلب السكن في هذه المنطقة تفوق 5 آلاف طلب. والسكان المحتجون يطالبون ولو ب100 سكن فقط للمتضررين الذين يعيشون في أوضاع تزداد سوءا كل يوم، ويؤكدون على أن حالة الغضب التي اجتاحتهم جاءت كنتيجة طبيعية بعد سنوات طويلة من انتظار تنفيذ وعود الترحيل للمتضررين في هذه المنطقة، بل إن حتى الوعود تبخرت في الآونة الأخيرة.. وللعلم فإن حالة الغليان التي تشهدها بئر توتة عرفت منعرجا خطيرا يوم الخميس أمام مقر دائرة بئر توتة أين تجمع العشرات من المحتجين رافعين لافتات تبين استياءهم من سياسة توزيع السكن في المنطقة، إلا أن الاحتجاج اتخذ أشكالا أكثر عنفا من خلال تدخل أعوان مكافحة الشغب وأمن الدائرة بحيث تم اعتقال شابين من المنطقة. كما انضم إلى هذا الاحتجاج بعض أبناء حي بيتروس للمطالبة بالاستفادة من السكن الذي أقصوا منه لعدم إدراجهم في قوائم إحصاء سكان البلدية بالإضافة إلى المطالبة بتعبيد طرقات هذا الحي الذي يغرق في الحفر والأوحال منذ سنوات عديدة. وكحل أخير فإن ممثلين عن المحتجين من أبناء أحياء مختلفة من بئر توتة وعدوا بلقاء مع الوالية المنتدبة لدائرة بئر توتة من أجل مناقشة مطالب السكان وتمريرها إلى مصالح ولاية الجزائر ووضع النقاط على الحروف في مسالة أحقية السكان الأصليين لبئر توتة في الاستفادة من حصة سكنية في برامج الولاية..