حديث عن قرارات أمريكية وشيكة وروسيا تحذر معركة حلب على الأبواب وتوقعات بانتصار بشّار! مع احتشاد قوات نظام بشار الأسد حول حلب استعدادًا لهجوم لاستعادة المدينة انطلاقًا من المكاسب الميدانية التي حولت اتجاه رياح الحرب، أبدت دول إقليمية مجددا استنكارها ل "التدخل السافر" لحزب الله في سوريا، بينما توقع وزير إسرائيلي أن يكون النصر لصالح الأسد في النزاع. وعلى الصعيد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن شخصين قتلا وأصيب أكثر من عشرين بجراح أمس إثر انفجار عبوتين ناسفتين في منطقة المرجة وسط العاصمة دمشق. وكان التلفزيون السوري الحكومي ذكر في وقت سابق من صباح أمس أن (أكثر من عشرة قتلى وجرحى سقطوا في انفجار عبوة ناسفة وانفجار انتحاري قرب ساحة المرجة أقدم ساحة عامة وسط العاصمة السورية دمشق). وأضاف التلفزيون أن عدد الضحايا هو حصيلة أولية وفق الأهالي والسكان الموجودين في منطقة المرجة. ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن القصف تجدد صباحا من قبل القوات النظامية على مناطق في مدينة درعا جنوب سورية و بلدات كفر شمس وأنخل والنعيمة بريف درعا. وذكر المرصد، أن اشتباكات دارت فجر الثلاثاء بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بمحيط حاجز السنتر في بلدة النعيمة وفي محيط بلدة كفر شمس. وعلى وقع تداعيات الساعات الأخيرة لما قبل هجوم القوات النظامية السورية على مدينة حلب، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مباحثات مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس. وقالت مصادر قريبة من الاجتماع انه خصص لدراسة الوضع في سوريا على ضوء التطورات العسكرية الميدانية المتلاحقة في الأسابيع الأخيرة. وعبر الطرفان السعودي والفرنسي عن قلقهما لما هو حاصل وعن شعورهما ب "حرج الموقف والحاجة إلى القيام بعمل سريع وطارئ". ونقلت هذه المصادر أن ثمة "رغبة مشتركة في منع كسر شوكة المعارضة العسكرية" بالنظر لما لهذا الأمر من انعكاسات سياسية ستنسحب على الجهود من أجل الدعوة إلى مؤتمر جنيف 2. وتزامناً، صرحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض برناديت ميهان أن الرئيس باراك أوباما طلب من "فريقه للأمن القومي الذي يضم كيري بحث كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق أهدافنا لمساعدة المعارضة السورية، وتسريع الانتقال السياسي في سوريا ما بعد الأسد". وأوضحت انه تم تحضير "مجموعة خيارات للرئيس". ويخضع أوباما لضغوط نواب جمهوريين وحتى من معسكره الديمقراطي منذ أشهر لتسليح المعارضة السورية. في السياق نفسه حذر المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، من أن فشل مؤتمر جنيف 2 حول سيؤدي إلى (تدمير سوريا بالكامل). وقال بوغدانوف في مقابلة مع صحيفة (الأنباء) الكويتية نشرتها أمس _لا يبقى، إذا فشل مؤتمر جنيف 2، إلا سيناريو واحد وهو الحرب وتدمير سوريا بالكامل، وهذا مرفوض كلياً، لأنه يشكل طريقاً للدمار والخراب وتحويل سوريا إلى الفوضى. وأضاف (لذا فنحن نشدد على ضرورة إنجاح مؤتمر جنيف 2 والطريق إلى ذلك مسجلة بوضوح في البيان الختامي لجنيف 1 عبر وقف إطلاق النار، ومساعدة النازحين والمتضررين من الحرب، وهي جزء لا يتجزأ من مجمل القضية والتي جوهرها عملية سياسية انتقالية يفترض بالأطراف المعنية المساهمة فيها لتشكيل الهيئة الانتقالية ذات الصلاحية المطلقة للتوافق على انتقال سوريا إلى بلد ديمقراطي). وقال (هذه الهيئة ستخلق الظروف المناسبة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بشفافية لتقرير مصير البلد ونظامه من قبل الشعب السوري). وأشار إلى أن (ذهاب الرئيس السوري أو بقاؤه متعلق بمواطني سوريا، فلسنا نحن ولا غيرنا من يقرر ذلك بل المواطنون السوريون فقطس، داعياً الجميع إلى أن _يكفوا عن التدخل في شؤون سوريا). وحول الحديث عن تدخّل حزب الله بالأزمة السورية، قال بوغدانوف (عندما التقيت بمسؤولي حزب الله (خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان) شرحوا لي وفهمت منهم قولهم مادامت الأطراف الأخرى لم تلتزم بعدم التدخل، وأقدمت على اختراق السيادة السورية من خلال الدول المجاورة فستكون لنا ردة فعل). وقال المسؤول الروسي إن بلاده (بوضوح مع الدعوة إلى مشاركة إيران في المؤتمر جنيف 2، وكذلك السعودية، لأنه من المفروض مشاركة كل من يملكون التأثير في الملف السوري، بغض النظر عمّا يثار عن لعب دور سلبي أو إيجابي، فكل منا يرى الأمر بالنهاية من زاويته وبشكل نسبي وبحسب المواقف من الأزمة). وقال (إننا نستغرب منطق الآخرين بشأن إيران، فهم يتحججون بأن إيران جزء من المشكلة وليس الحل، ونحن نرد بأنه على افتراض أن إيران جزء من المشكلة فهذا يعزز الحاجة لحضورها، لأن حل أي مشكلة يكون من قبل المسؤول عنها أو من له علاقة بها، فهي تحل مع المعنيين وليس من الآخرينس. ورفض التعليق على أنباء عن تزويد أمريكا المعارضة السورية بالأسلحة، وقال (لقد مررنا بالتجربة الليبية ورأينا الى أين ذهب السلاح، لذا لسنا مع الموضوع). وفي سياق متصل أعلنت الحكومة اليابانية أمس عن عزمها تقديم مساعدة غير عسكرية لسكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، بالتعاون مع مجموعات المساعدة التابعة لها والمنظمات غير الحكومية. ونقلت وكالة الأنباء اليابانية (كيودو) عن المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا قوله إن رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي يعتزم الكشف عن خطة تقديم مساعدة غير عسكرية لسكان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبلين خلال اجتماع قاعدة مجموعة الدول ال8 في إيرلندا الشمالية. فيما دعت جماعة معارضة سورية كل المقاتلين الأجانب المشاركين في الصراع بسوريا إلى مغادرة البلاد. وقال حسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطني السورية في مؤتمر صحفي إن الهيئة تدعو كل الأطراف غير السورية المشاركة في القتال في الأرض السورية إلى الانسحاب أيا كان الطرف الذي يقاتلون في صفه. إلى ذلك، اعتبر وزير الشؤون الدولية والإستراتيجية والاستخبارات الاسرائيلي يوفال ستاينيتز أن الرئيس السوري يمكن أن ينتصر في النزاع الذي تشهده بلاده بفضل مساعدة إيران وحزب الله. وقال إن الغلبة في الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين قد تكون من نصيب الرئيس بشار الأسد. وعلى الرغم من أن أعضاء آخرين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سرعان ما تنصلوا من هذا التقييم، فإنه يعكس الصعوبات التي تواجه إسرائيل والدول الغربية في التكهن بمصير سوريا والتفكير في التدخل.