تستعمل نكت "المزاطيل" وتحوّلهم إلى "أبطال" صفحات فايسبوكية تروج للإدمان على المخدرات تحوّلت يوميات المدمن على المخدرات، إلى الموضوع الأكثر انتشارا في النكت المتداولة في الآونة الأخيرة بين مختلف فئات المجتمع، فلقد أصبح هذا المدمن على المخدرات بكل أنواعها (المزطول) بطلا لدى المئات من الشباب.. الفراغ هو مرض قاتل، تسلل بشكل خفي إلى المجتمعات العربية، ليكون السبب الأول في إفراز العديد من الظواهر الخطيرة خاصة بين الشباب، كانت آخرها انتشار وتبادل النكت التي يكون بطلها المدمن على المخدرات.. إذ لا تخلو النكت والأحاديث بين الشباب والمراهقين حول هذه الشخصية التي تحوّلت إلى شخصية تزرع المرح والضحك حتى الثمالة بين مختلف الفئات، إذ لم يقتصر هذا النوع من النكت على المراهقين والشباب، بل إنها تسللت إلى كل الفئات، بحيث يمكن لأي كان أن يسمعها في أحاديث الكبار وحتى النساء عبر وسائل الاتصال المختلفة بما فيها الأنترنت وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي.. فلا يمر يوم دون أن تظهر نكت خاصة بهذه الشخصية عبر كل من تويتر وفيس بوك، تحمل في طياتها رسائل عن المدمنين(المزطولين) وطرائفهم المفبركة وخفة ظلهم والبعض من هذه النكات أخذت تمجد المدمنين وتلمع صورهم لكي يظهروا أن المدمن شخصية فكاهية، شخصية مرحة، شخصية رومانسية، شخصية حيادية، شخصية هادئة.. والخطير في الأمر أن مثل هذه النكت التي تمجد شخصية المدمن، تلقى رواجا منقطع النظير بين مختلف المجتمعات العربية، والتي يسمى عندها (المحشش) أي المدمن على المخدرات. وفي إحدى الدول العربية، ونظرا للتنامي الخطير لهذه الظاهرة، بادرت إلى إرسال تحذير قانوني إلى شركات تقوم ببث عدد من البرامج العربية تتمثل في (نكت المحششين) وتعزيز ثقافة المخدرات والثقافة الجنسية والإباحية، فحسب المنظمات المعنية بمكافحة المخدرات على مستوى هذه الدول العربية، فإن هذه الوسيلة أي نشر وتبادل مثل هذه النكت بين الشباب، تعد من أخطر الوسائل التي تساهم في نشر ما يسمى بثقافة المخدرات وتزيين صورتها أمام المراهقين والشباب.. فهذه النكت المشبوهة، التي يتم تداولها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، تعد سابقة خطيرة في تاريخ نشر ظاهرة المخدرات، فلقد تحوّل الإنترنت إلى وسيلة ترويج خطيرة في ظرف قياسي، نظرا لاستخدام المهربين لها في ترويج المخدرات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.. فهذه الهجمة الشرسة التي يقودها المهربون والمروجون والمتعاطون، عبر هذه الوسائل التي راح المئات من الشباب يتبادلونها بينهم عبر مختلف وسائل الاتصال من هواتف نقالة ووسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الأنترنت، والتي لا فائدة ترجو منها، سوى الترويج لهذه السموم القاتلة التي فتكت بهم من ناحية القيم الاجتماعية وحتى الدينية، وعلى حد قول أحد المسؤولين في ديوان مكافحة المخدرات الدكتور فايز الشهري، إنه في الوقت الذي انصرفت فيه الأمم نحو العلم والاختراعات والاكتشافات أخذنا نحن نكتشف أخبار المدمنين ونتبع سيرتهم وسريرتهم! فقلد تحوّلت نكت المدمنين إلى ظاهرة وهي آخذة بالانتشار، بل إنها أصبحت ظاهرة مقبولة لدى مختلف فئات المجتمع وحتى داخل الأسرة !! والمشكل الذي يطرح نفسه بقوة، هو أن بعض وسائل الإعلام المكتوبة في الجزائر، راحت هي الأخرى، تساهم في نشر مثل هذه النكت الزائفة والمضللة عبر صفحاتها، متناسية هدفها النبيل في نشر الوعي لدى المواطنين.. بل إن بعض الصحف راحت تتسابق في نشر أحدث النكت المتداولة عن المدمنين (المزطولين)، وهذا بهدف كسب المزيد من الأرباح، نتيجة إقبال المئات من الشباب والمراهقين على شراء مثل هذه الجرائد فقط من أجل الاطلاع على صفحة ركن النكت، خاصة منها التي يكون فيها البطل المدمن على المخدرات.. وهذا ما جعل الأمور تتخذ منعرجا خطيرا وسط المجتمع، فالنكت المروجة للمخدرات، أصبحت تطبع أحاديث الشباب وحتى فئة الإناث، فهؤلاء يرجون للمخدرات بطريقة غير مباشرة ومن غير قصد منهم. وعليه فإن المختصين يحذرون من انتشار هذه النكت الخطيرة على الاأنترنت، فالفايسبوك مثلا يعد المصدر الأول لهذه النكت، فالمئات من الصفحات المتخصصة بالنكت، تروج نكت المدمنين، والتي تلقى بدورها إقبالا كبيرا من طرف الشباب والمراهقين، بحيث تحوّل فيها المدمن على المخدرات ( المزطول) إلى بطل يدخل البهجة والسرور بسلوكياته وردات فعله في أماكن تواجده..