تعيش العديد من جامعات الوطن قبيل الموعد الرسمي لانطلاق الموسم الجامعي 2010-2011، حالة من الاضطراب والفوضى بسبب جملة من المشاكل التي جعلت الطلبة في حالة غضب شديد، خاصة منهم الذين اجتازوا امتحان الدورة الشمولية الموسم الماضي بعدما اعتبروا أنفسهم من الناجحين والمنتقلين، غير أنهم اصطدموا بنقاط كارثية وأخطاء جعلت منهم راسبين خاصة وأنهم لم يتمكنوا من معرفة الأمر إلا بعد انطلاق امتحانات الدورة الاستدراكية التي وشكت على نهايتها في أغلب الجامعات والمعاهد. يعرف الدخول الجامعي للموسم الجاري جملة من المشاكل التي جعلت من الطالب يعيش هذه الأيام على فوهة بركان بسبب الأخطاء غير المغتفرة التي لا تزال الإدارة ترتكبها دوريا وفي كل موسم، حيث اشتكى العديد من طلبة الجامعات على مستوى العاصمة كبوزريعة ودالي إبراهيم وحتى الجامعة المركزية من سوء التسيير المعمول به في مختلف تلك الإدارات التي جعلت من الطالب الناجح راسبا في الوقت الذي سجلت فيه العديد من الأخطاء في كشوف النقاط أدت إلى تذمر العديد من الطلبة الذين أبدوا دهشتهم واستياءهم من الخدمات الإدارية التي تسوء من سيء إلى أسوأ في الوقت الذي تعرف فيه نيابة المديرية المكلفة بالتكوين العالي في التدرج والتكوين المتواصل والشهادات بالجامعات المذكورة سالفا قبل أيام على انطلاق الموسم الجامعي المزمع في الفاتح من شهر أكتوبر على وقع حالة من الفوضى والاحتقان جراء الإقبال الكبير عليها من قبل الطلبة قصد طلب تصحيح الأخطاء الواردة في كشوفات نقاطهم، والحصول على شهادات التخرج وكذا بطاقات التعليم والاستفسار عن باقي الملفات غير أن الطلبة يصطدمون دوما بلامبالاة الإدارة والبيروقراطية التي لا تنتهي مع تدني مستوى الخدمات الممنوحة للطالب خاصة أولئك الذين قدموا من مناطق وولايات بعيدة بحيث لن تشفع تلك المسافة المقطوعة من إيجاد من يهتم بانشغالاتهم لدى مسؤولي الإدارة الذين يتماطلون للرد على هؤلاء سواء بالنسبة لإعادة النظر في الطعون التي أودعوها بغية تصحيح نقاط كشوفاتهم أو حتى التماطل المسجل في المصادقة على شهادات تخرجهم. التجاوزات الإدارية تلك لم تقتصر على جامعات العاصمة بل تعدتها إلى مختلف جامعات الوطن وعلى رأسها جامعة سعد دحلب بالبليدة التي تعيش على فوهة بركان بحيث أكد العديد من الطلبة التي التقت بهم »أخبار اليوم« وعلامات السخط والتذمر بادية على وجوههم، أنهم لم يهضموا ما حدث لهم بعد عودتهم من العطلة الصيفية فبعد أن اجتازوا الامتحانات الشمولية بسبب معدلهم غير الكافي الذي يمكنهم من الانتقال أو النجاح في امتحانات الدورة العادية، وبعد وقوفهم على كافة نقاط المواد التي أجبروا على إعادة اجتياز امتحاناتها الشمولية قبل موعد العطلة الصيفية والتي كانت -حسبهم- نقاط إيجابية تؤهلهم بالنجاح والانتقال، غير أنهم اصطدموا بنتائج كارثية لم تكن في الحسبان حيث رسب من كان يتوقع أنه ناجح والعكس صحيح، وما زاد من امتعاض هؤلاء الطلبة أن امتحانات الدورة الاستدراكية قد انطلقت إن لم نقل انتهت في بعض التخصصات مما لا يسمح لهم الآن باستدراك تلك النقاط التي ضاعت منهم بسبب هفوات الإدارة التي تحججت عن تلك الأخطاء التي وقعت فيها بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي حال دون تدوين كامل النقاط بطريقة سليمة لحظتها وهي الحجة التي لم يهضمها الطلبة باعتبار الأمر يتوقف عليه مصيرهم الدراسي، مما جعلهم يطالبون من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التدخل العاجل لإنصافهم باعتبار ما يصدر من إدارات الجامعات هفوات لا تغتفر خاصة وإذا تعلق الأمر بمصيرهم الذي أضحى معلقا إلى غاية إعادة النظر في قضية تسيير إدارة الجامعة التي تسير نحو منعطف لا يليق باسمها وبكيانها.