وقد غطّت سحابة من الدخان سماء المدينة، في مظهر مخيف أدى بالكثير من المواطنين إلى الهروب بعيدا تخوفا من استنشاق هواء سام.هذا وقد سبق لمديرية البيئة بالولاية أن حذرت من احتمال تسبب المفرغة في كارثة بيئية، و طالبت بالإسراع في أشغال إنجاز مركز التحويل البديل قبل غلقها نهائيا، خاصة وأنها تقع بالقرب من الكثير من التجمعات السكنية، وفي نفس السياق تسبب الحريق في تصاعد دخان كثيف من المفرغة، حيث امتد إلى غاية وسط المدينة و حتى إلى بلديات ابن زياد و حامة بوزيان و ذلك إثر نشوب حريق داخل المفرغة خلف عشرات الاختناقات بين السكان الذين حولوا إلى المراكز الصحية و يعيش أغلبهم في المناطق القريبة منها خاصة في عين اسمارة و حي بوالصوف، حيث وجد العديد من المصابين بالأمراض التنفسية صعوبة في التنفس، بعد أن حاصرتهم الأدخنة و الغازات داخل الشقق و لم يمنع غلق النوافذ من استنشاق الرذاذ و الروائح الكريهة، وعلى صعيد آخر تبقى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى نشوب الحريق مجهولة، بالرغم من أن المؤسسة سخرت جميع الإمكانيات للتحكم في النيران، و كانت قسنطينة قد شهدت وضعا مشابها في سبتمبر من العام الماضي، بعدما لم يتمكن مركز الردم التقني من التحكم في حريق إلتهم مئات الأطنان من النفايات التي رفعت من ثلاث بلديات خلال حملة النظافة التي أطلقها الوزير الأول و هو ما وصفته مديرية البيئة آنذاك بالكارثة البيئية بسبب تلوث الهواء، حيث أرسلت إعذارات للمركز السابق الذي يشتكي من نقص التجهيزات و تسبُب نابشي القمامة في انطلاق أولى الشرارات المؤدية إلى اشتعال النيران.