تنقلت «اخر ساعة» إلى شارع جبهة التحرير الوطني؛ الذي يربط وسط مدينة عنابة بمدخلها، وبالتحديد جوار المقر السابق لشركة الفلاحة «أونابسا» حيث وقفنا على الوضع البيئي الكارثي الذي تعيش وسطه سبع عائلات، حيث قامت إحدى الجهات، التي بقيت إلى حد الان مجهولة، شهر مارس الماضي برمي أطنان من النفايات الطبية أمام منازل هذه العائلات، وهو ما تسبب مع مرور الوقت في انبعاث روائح قوية منها يصعب استنشاق الهواء معها، خصوصا عند سقوط الأمطار، حيث تخرج من هذه النفايات مياه بنية اللون تنبعث منها رائحة الدواء، حسب ما أكدته لنا إحدى السيدات من قاطني المنطقة، والتي أكدت لنا أن زوجها أصيب بضيق في التنفس نتيجة ذلك وهو ما استدعى بقاءه في المستشفى 15 يوما، وأضافت هذه السيدة أنها أصيبت هي وابنتها بالمرض ذاته. وعن ما إذا قام السكان بمراسلة السلطات المحلية أوضحت لنا السيدة بأنها الوحيدة التي تكفلت بمراسلة بلدية عنابة ومديرية الصحة، إلا أن أحدا منهم لم يحرك ساكنا رغم الوعود الكثيرة التي قدموها لها خصوصا من طرف بلدية عنابة، التي أكد لها القائمون عليها بأنهم سيتكفلون برفع النفايات. وأشارت السيدة إلى أن المشكل ذاته حدث قبل حوالي الأربع سنوات، حيث قامت هذه «الجهة المجهولة» التي جعلت من حيهم مكبا للنفايات برمي أطنان من النفايات الطبية بالمنطقة. وطالبت هذه السيدة باسم جميع جيرانها برفع هذه النفايات قبل وقوع كارثة صحية وبيئية، معاقبة الفاعلين وتعويضهم عن الأضرار الصحية التي لحقت بهم من جراء ذلك.