تمكنّت مصالح خفر السواحل بالواجهة الغربيةبوهران، أوّل أمس، من إحباط محاولتين للهجرة السريّة نحو السواحل الإسبانية، حيث تمّ إلقاء القبض على 39 شابّا من بينهم قاصرين، ولجأت ذات المصالح إلى استعمال مروحية لمطاردة »الحراقة« الذين ارتفع عددهم في رمضان حيث تمّ توقيف 89 شابّا في ظرف أسبوعين. استنفرت مصالح خفر السواحل عناصرها وقامت بدوريات مكثّفة على مستوى المياه الإقليمية لمطاردة أفواج من »الحراقة« الذين انطلقوا الخميس الماضي من شواطئ مختلفة بالولاية، مستغلين استقرار حالة البحر، وشهر رمضان الفضيل ظنّا منهم أنّ نشاط حرس السواحل يتراجع في هذا الشهر، وقد تمّ توقيف فوج يتكوّن من 26 مهاجرا سريّا كانوا على متن زورق مطاطي مجهّز بمحرّكين. وأفادت التحقيقات معهم أنّهم إنطلقوا من شاطئ رأس فلكون بعين الترك، كما تبيّن أنّ من بينهما قاصرين، وبعدها بساعات تمّ القبض على فوج ثاني يتكوّن من 13 مهاجرا سريّا بالمياه الإقليمية، حيث تمّ إرجاعهم إلى الميناء وتسليمهم لمصالح الأمن، وحسب مصادر مطلّعة فإنّ أعمار الموقوفين تتراوح ما بين 16 إلى 32 سنة والذين كانوا مجهّزين لدخول السواحل الاسبانية، ينحدرون من ولايتي وهران وتيارت وغليزان، حيث دفعوا مبالغ تتراوح ما بين 8 و10 مليون سنتيم من أجل تحقيق رغبتهم، إلاّ أنّهم أعيدوا إلى أرض الوطن وسيتّم تقديمهم أمام العدالة هذا الأسبوع بتهمة الهجرة غير الشرعية، فيما لا يستبعد أن تكون أفواج أخرى قد أقلعت من شواطئ وهران وأفلتت من دوريات مصالح حرس السواحل. وبذلك يكون عدد »الحراقة« الذين تمّ القبض عليهم خلال أسبوعين من شهر رمضان قد ارتفع إلى 89 شابّا وخلال شهري جوان وجويلية إلى أزيد من 170 شابّا من بينهم قاصرين وثلاثة فتيات، كاد فوج منهم أن يهلك عرض البحر بعد مكوثهم أربعة أيّام في عرض البحر وتعرّضهم للفحات الشمس الحارقة، فيما قامت مصالح حرس السواحل الاسبانية من جانبها بترحيل العشرات من مراكز إحتجاز المهاجرين نحو مينائي وهران والغزوات. وتكاد تكون العملية أسبوعيا، كان آخرها ترحيل 8 شبّان من عين تموشنت وتيارت وبومرداس قبل ثلاثة أيّام، ما معناه أنّ عددا كبيرا من الشباب تمكنّوا من الوصول إلى السواحل الإسبانية خلال هذه الصائفة، وبعد أن كانت ظاهرة »الحرقة« قد تراجعت إلى حدّ ما في السنة الماضية، فقد عادت إلى النشاط بشكل مكثّف هذا العام موازاة مع نشاط شبكات التهريب التي سبق وأن جنت الملايير من هذه العمليات. وسخرت مصالح حرس السواحل ومصالح الدرك وفي إطار محاربة الظاهرة الإمكانيات اللازمة من أجل تتبّع أثر هذه الشبكات و"الحراقة" القادمين من مختلف ولايات الوطن، من بينها استعمال مروحية للكشف عن الزوارق المطاطية المتواجدة بعرض المياه الإقليمية.