ثمّن الناشط السياسي، عدّة فلاحي، مبادرة حزب جبهة القوى الاشتراكية التي تدعو إلى الوصول إلى وفاق وطني بين مختلف مكونات الطبقة السياسة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعود إلى تاريخ نضال سياسي لعقود طويلة وهو ما يجعلنا نتعامل مع هذا الطيف السياسي على قاعدة »الأصل براءة الذمة«. أفاد عدة فلاحي، المحسوب على التيار الإسلامي، أن الافافاس انتهج أسلوب المقاومة وهو المصطلح المناسب له والذي يختلف في مفهومه ودلالته بشكل كبير عن مصطلح المعارضة الذي تشوه كثيرا نتيجة سقوط أصحابه في مساومات للظفر بمصالح أو مكاسب أقل ما يقال عنها أنها ميكافيلية تعود بالنفع للشخص أو للجماعة الحزبية. وفي تصريح ل»صوت الأحرار« يرى فلاحي، أن الافافاس يمتلك من النضج السياسي ما يجعله لا يغامر بمستقبله السياسي وليس بمستقبل البلاد فهو يتحرك بواقعية حينما يعترف بشرعية السلطة وبضرورة إشراكها في عملية التغيير والإصلاح، كما أنه لم يطعن في أي مبادرة جاءت من الطرف الآخر بلغة استفزازية بعيدة عن اللباقة السياسية وهذا ما أهله ليلعب دور الوسيط الحميم ويتبوأ منزلة بين المنزلتين. وبالمقابل انتقد عدة فلاحي مواقف »تنيسيقة الانتقال الديمقراطي« التي انتقدت مبادرة الافافاس، حيث يرى الأستاذ فلاحي أن هذه المجموعة »تنسيقية الانتقال الديمقراطي« غير متجانسة وقد تدخل في صراع وانقسامات في حالة ما إذا تضاربت المصالح فيما بينها، منبها إلى أن خطابها السياسي مليء بالمفردات العنيفة وهذا ما لمسه محدثنا في تصريحات بعض رموزها وخاصة الإسلاميين منهم. وفي اعتقاده فإن الإسلاميين يتمسكون بمبادرتهم لأن المسألة تحولت إلى قضية حياة أو موت بعد إفلاسهم السياسي وتراجع شعبيتهم، وعلى هذا الأساس لا يمكن حسب ذات المصدر، أن ننتظر من جاب الله الذي دعا إلى الجهاد في سوريا، وإلى مقري الذي سبق أن اعترف بمشاركة حزبه في السلطة بينما يعتبر نفسه في المعارضة بأن ذلك نوع من »العبقرية« التي تتميز بها حمس على حد تعبير مقري. ويعتبر فلاحي هذا الغموض والشذوذ في المواقف لا يمكن أن ينال المصداقية والقبول من السلطة، ولا ترى أنها جزء من التغيير، ومادام الأمر كذلك لا يمكن إلا التفاؤل بمبادرة الافافاس يقول محدثنا.