يواصل طلبة البكالوريا امتحاناتهم في أجواء من الترقب ميزها الارتياح والرضا في اليوم الأول، لكن سرعان ما انقلب ذلك إلى أجواء مشحونة بالتوتر والإحباط ، خاصة وسط طلبة الشعب العلمية الذين استاؤوا كثيرا من مواضيع اليوم الثاني سيما مادة الرياضيات التي وصفوا أسئلتها بالمعقدة والطويلة، في حين احتفظ مترشحو الشعب الأدبية بنفس التفاؤل والارتياح الذي انتابهم منذ انطلاق الامتحان. لليوم الثاني على التوالي قامت »صوت الأحرار« برصد انطباعات الممتحنين في شهادة البكالوريا في جميع الشعب الذين امتحنوا أمس في مادتي الرياضات واللغة الانجليزية وقد قادتنا جولتنا إلى بعض مراكز الامتحان بالقبة، وعندما أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة والنصف صباحا كنا نتواجد أمام ثانوية الأخوين حامية وبدت لنا الأجواء هناك جد هادئة على العكس اليوم الأول، وعندما استعلامنا عن الشعب التي تجري امتحانها بالثانوية علمنا أن ثانوية حامية استقبلت شعبتي الرياضيات والعلوم التجريبية. ولأن الرياضيات مادة أساسية بمعامل كبير لكلتا الشعبتين فقد استغل المترشحون كامل وقتهم بدليل أننا لم نرقب خروج أي واحد حتى بعد مرور ساعتين، وفي تلك الأثناء التقينا بالطالبة نادية التي أجرت امتحانها بثانوية الإخوة عبد سلامي، أطلعتنا أنها خرجت لتوها من امتحان مادة الرياضيات الذي وجدت أسئلته نوعا ما صعبة لأن الموضوعان شملا كل برنامج الرياضيات للعلوم التجريبية، لذلك وجدت صعوبة في اختيار الموضوع، واختارت في النهاية الموضوع الأول بعد أن وجدت أنها تستطيع الإجابة على أكبر قدر من الأسئلة مقارنة بالثاني. وأضافت أنها استغلت ساعتين ونصف للحل ولم تتمكن بعدها من المواصلة رغم بقاء ساعة ونصف على انتهاء الوقت الرسمي، وعللت ذلك بأن التمارين تظهر للوهلة الأولى أنها بسيطة لكن بمجرد الغوص بالتمرين واجهتني صعوبات، كما لم تخفي علينا تأثرها بما حصل في اليوم الأول بمادة اللغة العربية خاصة وأنها أخذت الموضوع الذي وقع به الخطأ، وأكدت أن مواضيع اليوم الأول كانت أسهال بكثير من موضوع الرياضيات. وبعد انتهائنا من الحديث مع الطالبة نادية، لمحنا أول من خرج من ثانوية الأخوين حامية اقتربنا منها وتعرفنا على أنها من شعبة العلوم التجريبية أيضا، حسبها الموضوع الثاني جاء أخف من الأول خاصة وأن التمرين المتعلق بالدوال كان بسيطا في حين وصفت التمارين الأخرى بالمعقدة والطويلة، وشاطرتها الرأي مريم التي خرجت في حالة هستيرية جعلت جميع من كان أمام المؤسسة يتوجهون إليها لتهدئتها، وعندما اقتربنا منها للتقصي عن الوضع أعلمتنا زميلتها أنها طالبة متفوقة في الدراسة ورغم ذلك لم تستطع الإجابة على كلا الموضوعين، وقاطعتها المعنية بالأمر مريم قائلة: »اخترت الموضوع الثاني ضنا مني أنه أسهل، لكن الوقت لم يكفني لأجيب على كامل الأسئلة، فالتمرين الوحيد الذي تمكنت من حله هو المتعلق بالدوال«. وبعد انتهاء الوقت الرسمي المخصص لطلبة شعبة العلوم التجريبية خرج الباقون من المؤسسة، بعد أن تم سحب الأوراق من معظمهم حسبما أطلعونا وهو ما يؤكد أمرين صعوبة الأسئلة وطول المواضيع مثلما جاء على لسان هالة التي فقدت تركيزها بسبب طول الموضوع الذي اختارته في البداية وبعد مرور نصف الوقت اكتشفت أنها لن تستطيع الإجابة على القدر الأكبر من الأسئلة فدفعها إلى الانتقال للموضوع الآخر لتكتشف من جديد أنها لن تكمله كله لضيق الوقت وفعلا سحبت منها الورقة وهي لم تنجز نصف الموضوع. وبعد خروج كل الطلبة الذين هم من شعبة العلوم التجريبية لم نجد ولا واحدا من شعبة الرياضيات، وهو الأمر الذي أقلق كثيرا الأولياء الذين كانوا بانتظار أبنائهم وقد أبدوا تخوفا بعد سماعهم لما يتداول بين مترشحي شعبة العلوم التجريبية من صعوبة المواضيع وطولها، حيث أكدت لنا أم هيثم أنها تكاد تفقد أعصابها لما تسمعه بداية من المواضيع التي أصبحت تسرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي أثر كثيرا على نفسية الممتحنين وكذا ما يشتكي منه من أنهوا الامتحان من صعوبة الأسئلة وطول المواضيع. من جهتهم طلبة شعبة التسيير والاقتصاد أبدوا استيائهم من المواضيع التي قدمت لهم في مادة الرياضات حيث تأكدنا ونحن أمام ثانوية علي عمار من اتفاق الأغلبية على صعوبة المواضيع و طولها، وفي هذا الصدد قال يونس أن المادة تعتبر أساسية و بمعامل خمسة لذلك كان من المفروض أن تكون أسهل مما جاءت عليه، وأنه اختار الموضوع الأول ولم يستطع الإجابة إلا على تمرين الإحصاء، وأضاف: »أنا متأكد من أنني سأحصل على علامة أقل من المعامل، ما يعني أننير لن أحصل على شهادة البكالوريا أكيد«، وبنبرة إحباط مماثلة تحدث وليد من شعبة التسيير والاقتصاد أيضا أكد لنا أنه أجاب على تمرين واحد فقط من الموضوع الأول الذي جاء بصيغة الصحيح والخطأ وتصحيح هذا الأخير، في حين لم يتمكن من الإجابة على باقي أسئلة التمارين الأخرى. وما أغاض وليد كثيرا هو أنه اجتهد طوال السنة وكون نفسه جيدا في مادة الرياضيات لكنه فوجئ بالأسئلة التي لم يتوقعها أي طالب حتى راح الكثير منهم يقنع نفسه بأنه حدث خطأ ما وتم تسليمهم المواضيع المخصصة لشعبة الرياضيات؛ وبعد منتصف النهار بدأ طلبة شعبة الرياضيات في الخروج، والانطباعات الأولى كانت كتلك التي رصدناها مع طلبة العلوم التجريبية حيث بدأت على وجوه أغلبهم ملامح الإحباط والحزن وعند حديثنا مع أمين لخص لنا حالته في جملة »الرياضيات هي كارثة بكالوريا 2015«. ارتياح وتفاؤل وسط طلبة الشعب الأدبية الأمور اختلفت تماما بالنسبة لطلبة الشعب الأدبية الذين عبروا عن رضاهم التام على أسئلة الرياضيات التي وصفوها بالجد سهلة وهو ما أكدته لنا الطالبة أميرة من شعبة الآداب والفلسفة أجرت امتحانها بثانوية بوعلام دكار، أثنت على طبيعة الأسئلة التي قدمت لهم وقالت أنها في متناول الجميع خاصة من درس طوال السنة، مشيرة إلى أن كل من دروس الدوال، القسمة الإقليدية والمتتاليات قدمت في قالب بسيط وبأسلوب مباشر. ولم يخالفها هشام الذي من جهته اعتبر أسئلة الموضوع الأول في المستوى وقال أن أملهم كبير في أن تأتي باقي المواضيع بنفس المستوى، كما أفصح لنا عن تخوفه من مادة الفلسفة التي تعتبر أساسية لشعبة الآداب والفلسفة خاصة بعد ما سمع أن الشعب العلمية وجدوا صعوبات في مادتهم الأساسية. وعن الأجواء التي رافقت مجريات الامتحان أطلعنا الطلبة أنها جد عادية والجديد هو أن الحراسة تم تشديدها مقارنة باليوم الأول بعد التجاوزات التي سجلت كالغش عن طريق تقنية الجيل الثالث وكذا تسريب المواضيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والأمر الوحيد الذي اشتكى منه البعض هو أنه تم منعهم من الذهاب إلى المراحيض كمالا أقدم بعض الأساتذة على تفتيشهم. وللإشارة فإن طلبة العلوم التجريبية والرياضات على موعد اليوم مع مادتي العلوم الطبيعية والتاريخ والجغرافيا، وبالنسبة للأدبيين سيمتحنون في مادة الفلسفة، في حين سيجري مترشحو التسيير والاقتصاد مادة التسيير.