أكد عبد الوهاب بن خليف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أن هناك أطرافا خارجية تحاول خلق بؤرة توتر في شمال إفريقيا لخدمة مصالحها الخاصة، موضحا أن هناك محاولات لإقحام الجزائر في هذا الصراع بأي ثمن وهو ما تعكسه الحملة التي يشنها المجلس الانتقالي الليبي الذي تدعمه أطراف أجنبية ضد الجزائر، كما أضاف بن خليف أن الحديث عن وقوف الجزائر ضد حزب تونسي هو مجرد تخمينات غير مبنية على أسس رسمية. وأوضح الأستاذ بن خليف في اتصال مع »صوت الأحرار«، أن هناك أطرافا خارجية تحاول خلق بؤرة توتر في شمال إفريقيا مشيرا إلى مساعي الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل نقل قاعدتها العسكرية أفريكوم من شتوتغارد الألمانية على شمال إفريقيا، وأضاف أن محاولات إقحام الجزائر في الأزمة الليبية رغم نفيها المتكرر لأي تدخل لها في هذا البلد المجاور تعكس ذلك، على اعتبار أن الجزائر كانت من أشد البلدان المعارضة لإنشاء هذه القاعدة العسكرية الأمريكية على أراضيها، واعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن هناك أطرافا أجنبية تقف وراء المعارضة الليبية، ذلك أن أغلب قادتها يعيشون في عدة بلدان غربية منها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولاياتالمتحدةالأمريكية ما يعني أن كافة قراراتهم تصنع في هذه البلدان. وفيما يتعلق باتهام الجزائر بوقوفها ضد حزب إسلامية في تونس حسب ما تروج له بعض القنوات الأجنبية وعلى رأسها الفرنسية، أكد الأستاذ بن خليف أن هذه الأفكار تبقى مجرد تخمينات ليس لها أي أساس رسمي، موضحا أن ما يحدث في تونس شأن داخلي وأن الجزائر لا تتدخل فيه من باب احترامها لمبدأ رفض التدخل في البلدان، وهو ما تنص عليه مختلف المواثيق الجزائرية وعلى رأسها الدستور. وذكر الأستاذ بن خليف أن الجزائر قد اتخذت موقفا إيجابيا تجاه كافة الثورات التي شهدتها المنطقة من تونس إلى مصر ووصولا إلى ليبيا، وأن موقفها نابع من احترامها لمبادئها التي تعود إلى بيان أول نوفمبر، وفي السياق ذاته، حذر من تداعيات الأزمة داخل ليبيا معتبرا أن هذا البلد قد يتحول إلى أفغانستان ثانية إذا استمر الوضع دون حل سياسي سلمي، وهو ما سينعكس سلبا على أمن واستقرار المنطقة. وتحدث الأستاذ بن خليف عن جدوى هذا الحل السياسي، ملقيا بالمسؤولية على إرادة البلدان الغربية في تحقيق السلم داخل ليبيا بعيدا عن أية مصالح ضيقة، وأشار المتحدث إلى أن فرنسا تسعى لإبقاء الوضع على ما هو عليه في ليبيا، بينما اقتنعت واشنطن وحلف شمال الأطلسي بضرورة الوصول إلى حل سلمي في المنطقة.