أعلن موسى تواتي رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، أمس، أن حزبه نجح في جمع توقيعات أكثر من 1500 منتخب و96 ألف مواطن استعدادا لدخول السباق الرئاسي المقبل الذي قال إن "الأفانا" قررت المشاركة فيه من أجل التغيير، وبخلاف كل التوقعات أكد تواتي أن نسبة المشاركة ستكون مرتفعة، متهما دعاة المقاطعة ب "الاستقالة من الدولة". بالنسبة لرئيس "الأفانا" فإن مرحلة جمع التوقيعات لم تعد تشكل أهمية كبيرة في المرحلة الراهنة على الرغم من تواصلها بعد أن تجاوز عددها النصاب المطلوب لدخول معترك الرئاسيات، موضحا أن التفكير جار لإعداد إستراتيجية دخول الحملة الانتخابية المقبلة بقوة، حيث لم يستبعد أن يكشف حزبه، الذي يكون أول تشكيلة تستكمل جمع التوقيعات، عن الكثير من المفاجآت. وبحسب ما جاء على لسان موسى تواتي الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بالمركز الدولي للصحافة، فإنه بعد 13 يوما من سحب استمارات اكتتاب التوقيعات من وزارة الداخلية نجح الحزب في جمع أزيد من 1500 توقيع للمنتخبين في حين أن النصاب حدّد ب 600 توقيع، إلى جانب جمع 96 ألف من توقيعات المواطنين، معتبرا هذه الأرقام بمثابة مؤشر حقيقي ل "التجذّر الشعبي للأفانا لأنها حزب الشعب..". ولم يتوان موسى تواتي وهو يكشف عن خيارات حزبه للمرحلة المقبلة، في مهاجمة دعاة مقاطعة الانتخابات الرئاسية الذين وصفهم ب "المناوشين والمشهّرين.."، وفي نظره فإن خيار المقاطعة "تشجيع للتزوير واستقالة من الدولة"، قبل أن يوضح "ولا يمكن لأي كان أن يستقيل من دولته"، وأكثر من ذلك تساءل المتحدث: "ماذا استفدنا من المقاطعة.. هل انتهت الأزمات والمشاكل، وهل تراجع الإقصاء؟" فكان رده بالنفي وهو تبرير رأى فيه كافيا لاتخاذ قرار المشاركة في الاستحقاق الرئاسي. ومن هذا المنظور أكد تواتي أنه سيدخل سباق الرئاسيات بكل ثقة لأن "التغيير لا يمكن أن يحدث في الجزائر إلا إذا شارك الشعب بقوة في الإدلاء بصوته وممارسة كل حقوقه المدنية والدستورية"، كما بدا رئيس "الأفانا" واثقا من الذهاب بعيدا أفريل المقبل بالنظر إلى "أننا تبنّينا أفكار الشباب وشقاء الفقراء والزوالية والمحقورين". وفي رده على سؤال يتعلق بمدى قدرته على منافسة المترشح عبد العزيز بوتفليقة في غياب أسماء من الوزن الثقيل، قال موسى تواتي بأنه سيدخل ما أسماه "هذا الصراع" من منطلق أنه مرشح الشعب لا مرشح السلطة والجمعيات والتنظيمات، ليؤكد وكله ثقة "قدراتنا وإمكانياتنا هي الأقوى لأننا أبناء الشارع وهم أبناء السلطة" في إشارة واضحة إلى أحزاب التحالف الرئاسي التي أوضح بأنها تمثل حزبا واحدا ستنافسه "الأفانا" لأنها هي أيضا حزب له وعاؤه الانتخابي، مشيرا إلى أن الشعب في مفترق الطرق وعليه أن يختار وجهته بكل حرية لكن عن طريق المشاركة القوية. وبموجب هذه المعطيات أفاد تواتي أن التفكير يجري في الفترة الحالية لاختيار الأسلوب المناسب لدخول الحملة الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أن البرنامج الذي سيتبناه سيكون من أجل الدفاع عن نظام اجتماعي وديمقراطي بالإضافة بناء دولة قوية ودستور يؤسس لنظام برلماني لا رئاسي، وبرأيه فإن هذه المبادئ تمثّل المعارضة بعينها، نافيا وجود أي خلاف أو انقسام في الجبهة الوطنية الجزائرية التي اعتبر أنها حققت مكاسب كبيرة بالرغم من مرور تسعة أعوام فقط عن تأسيسها.