أكد عضو القيادة المركزية لحزب العمال، رمضان تاعزيبت، ل"الفجر" أن الأمينة العامة للحزب، لويزة حنون، ستودع ملف ترشحها للانتخابات الرئاسية، اليوم الاثنين، لتدخل معترك الاستحقاق الذي تمثل فيه المنافس الحقيقي للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة• وأرجع محدثنا السبب في تأخير آجال إيداع الملف لدى المجلس الدستوري، إلى السماح للجان الولائية للحزب أن تقدم المزيد من استمارات التوقيعات التي لا تزال عملية جمعها سارية، حتى تصل إلى السقف الذي حددته اللجنة المركزية للحزب والمقدر ب195 ألف استمارة• وتعد لويزة حنون التي تترشح للانتخابات الرئاسية، للمرة الثانية على التوالي، المرشح الأكثر لمنافسة المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، حيث يشهد لها الجميع بالقدرة على حشد الجماهير إلى التجمعات التي تنشطها دون دفع أي مقابل أو الاستعانة بالتلاميذ والطلبة لملء المقاعد، والسبب في ذلك هو خطابها الحماسي المرتكز بالدرجة الأولى على الشق الاجتماعي للمواطن ومعاناته اليومية• كما وفقت حنون في تهيئة الأرضية لدخولها الاستحقاقات القادمة، بعد أن طلبت من رئيس الجمهورية إعطائها ضمانات تمثلت في دفع أجور العمال المتأخرة وتوقيف الخوصصة ومراجعة بعض القرارات المتعلقة بالسيادة الوطنية كشرط لدخولها الانتخابات، الأمر الذي أكسبها نقاط إضافية لصالحها• أما السبب الرئيسي فهو اختيارها الضرب على أوتار حساسة لصياغة برنامجها الانتخابي، حيث منحت الشباب حصة مهمة، من خلال تطرقها لمشكلتين رئيسيتين، هما الهجرة غير الشرعية والبطالة• وقد تمكنت من إقناع الشباب الذين وقعوا لها على استمارات الترشح بأنها تملك القدرة على القضاء على هذه الآفة من خلال استحداث برامج تشغيل، واستدلت بتصويت حزبها ضد العقوبات الواردة في قانون العقوبات الأخير الذي يجرم "الحرافة"• ولم تكتف بذلك بل وجهت رسالة إلى القاضي الأول في البلاد من أجل إلغائه• وقد عكست النبرة التي أبدتها خلال إلقائها لخطاب إعلان الترشح أنها متأكدة من إسقاط تلك العقوبات، بدليل تمكنها من إقناع رئيس الجمهورية في مرات سابقة من مراجعة قرارات خاطئة كتصحيح قانون المحروقات لسنة 2006، رغم أن الشخص الذي اقترحه يعد من أبرز وزراء الرئيس، بل ومن نفس المنطقة التي ينحدر منها• وحتى وإن كان عدم ترشح شخصيات سياسية من الوزن الثقيل لرابع انتخابات رئاسية في عمر التعددية السياسية للجزائر، مقارنة بالاستحقاقات الماضية، لا يخدم الديمقراطية، إلا أنه يوفر حظوظا أكثر أمام المرشحين الأكثر شعبية، على غرار لويزة حنون، لتحسين مرتبتها، حيث أنها احتلت المرتبة ما قبل الأخيرة في الرئاسيات السابقة بعد كل من عبد العزيز بوتفليقة، علي بن فليس، عبد الله جاب الله وسعيد سعدي• كما تشكل منطقة القبائل حصة معتبرة من الكعكة التي سيتنافس عليها المرشحون، فرغم المقاطعة التي قرر الأفافاس الترويج لها بالمدن والقرى بمنطقة القبائل، ودعوة حزب سعيد سعدي مناضليه للامتناع عن التصويت، لم تستثن أحزاب التحالف الرئاسي وحزب العمال هذه المنطقة من الحصول على التوقيع بها على استمارات الترشح، ورغم أن حصة الأصوات المعتاد تسجيلها بالانتخابات الرئاسية بالمنطقة تمثل الأدنى على المستوى الوطني، إلا أن أحزاب التحالف الرئاسي ستسعى لكسبها رغم أنها تمثل القوة الثالثة في المجالس المنتخبة، وكذلك الأمر بالنسبة لحزب العمال الذي يمثل القوة الخامسة بالمجالس المنتخبة بذات المنطقة•