أكدت البروفيسور شمعة، المختصة في طب العمل بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة، أن الدراسة الطبية والميدانية التي أشرفت عليها المصلحة بالتنسيق مع جمعية الأخصائيين النفسانيين، الخاصة بتحديد الحالة النفسية للعاملين في سلك شبه الطبي بذات المستشفى، كشفت أن أغلب الممرضين والمحتكين بالمرضى يتناولون حبوبا مهدئة جراء الضغط النفسي، مشيرة إلى أن أغلبهم لا يصرحون بذلك للحفاظ على مناصب شغلهم• أثبتت الدراسة التي أجريت على 442 عامل صحة بمختلف الأقسام، خاصة التي تحتاج إلى تجنيد كبير أن 82 بالمائة منهم يعانون من قلق نفسي كبير خوفا من انتقال العدوى من المريض إليهم، وقد تضاعف بدرجة كبيرة بعد الاشتباه في الكثير من الحالات المصابة بداء أنفلونزا الخنازير، وتسجيل وفيات خلال الشهرين الأخيرين• هذا وقد جاء هذا التقرير خلال مداخلة البروفيسور شمعة في اليوم الدراسي الذي أشرفت عليه جمعية الأخصائيين النفسانيين لولاية قسنطينة، حول موضوع القلق في وسط العمل، حيث اختير عمال الصحة كعينة، وتم من خلال ذلك مناقشة مشاكل عدم التنظيم في العمل، علاقة المديرين الأكفاء بالسير الحسن لوتيرة العمل، إلى جانب الإمكانيات المتاحة لتجنب المرض• وأفادت نفس الدراسة أن من مسببات الاضطراب النفسي والقلق، تمديد ساعات العمل دون استفادة العامل من وقت مستقطع، حيث أن أغلبهم يعملون ست ساعات دون توقف يوميا، كما أن الشعور الداخلي ومزاجهم عادة ما يكون متقلبا بسبب حالات الوفيات التي يستقبلونها أو المرضى المصابين بأمراض خطيرة، ومختلف الصور البشعة للإصابات العديدة كحوادث المرور والحروق، مشيرة إلى أن هذا الإحساس بالإزعاج تكون غائبة عنه جلسات حديث ومتابعة سيكولوجية للفضفضة• وألحت على التدقيق في الاختيار أثناء اختبارات الانتقاء لمسابقات التوظيف الخاصة بهذا السلك وإجراء اختبار نفسي لقياس درجة التحمل لدى العامل، هذا الأخير هو الذي يحدد وجهة المصلحة التي تتلاءم ومواصفاته، هذه المهمة من اختصاص مديرية الموارد البشرية المسؤولة عن توزيع الطاقات البشرية داخل الإدارات المحلية• وحصرت البروفيسور عدة أسباب تساعد على التخلص من الضغط النفسي على غرار ممارسة الرياضة يوميا، وتخصيص جلسات نفسية جماعية وفردية تشرف عليها إدارة المستشفيات لتجنب روتين العمل وتجديد طاقات الذين أنهكت قواهم، مع توقيف العمال الذين بدأت أعراض القلق• وأكدت ذات المتحدثة أنه من بين المضاعفات الخطيرة وأسوأ حالات المرض التي يمكنها أن تصادف العاملين في جميع المجالات ممن يعانون تعبا نفسيا وجسديا الذي حسبها تتعدى نسبتهم 57 بالمائة، هو مرض ''البرون أوت'' ويقصد به بلوغ درجة التشبع أو العقدة؛ حيث أن العامل في هذه المرحلة المتقدمة من الاضطراب لا يمكنه القضاء على التعب النفسي أو الجسدي حتى لو أخذ عطلة مرضية تفوق الشهر ويخضع لعلاج نفسي مكثف لتحسين الوضع المحيط به• وردة نوري