سيحظى المفكر الجزائري، محمد أركون، بتسلم جائزة الدوحة عاصمة للثقافة القطرية، التي تدخل ضمن فعاليات “الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010”، في ال11 من شهر فيفري الجاري، بمقر سفارة دولة قطر، بالعاصمة الفرنسية باريس ويأتي هذا التكريم للمفكر أركون عن مجمل أعماله في مجال الفكر العربي، وفي سعيه الدائم لنشر ثقافة الحوار مع الآخر، من خلال مؤلفاته الضخمة عن تجديد الفكر العربي. وقد اختار البروفيسور محمد أركون من طرفه تكريم البروفيسور جان فيليب لو برا رئيس قسم الدراسات الإسلامية بالمدرسة التطبيقية للدراسات العليا بالسربون، وأحد أهم أساتذة القانون بجامعة روان الفرنسية. وبخصوص هذا التكريم. قال المفكر أركون، في حديث جمعه مع صحيفة الراية القطرية، “إن هذا التكريم كبير لم يحظ للأسف بالعناية التي يستحقها من بعض الدول العربية الأخرى حتى الآن، ولا من قبل الجامعات العربية، التي لم تلتفت إليه حتى الآن كما ينبغي، والسبب هو أننا لم ندرك بعد أهمية الحداثة كما ينبغي، كما لم ندرك بعد الضرورة التاريخية للاهتمام بالأبعاد الثقافية والفكرية للحداثة التي نحتاجها بشكل ملح الآن لكي نبني تاريخا آخر ومستقبلا آخر لشعوبنا، لذلك أنا أعتبر أن جهود قطر في تشجيع الفكر والثقافة هي من الأهمية بمكان، بل إن هذا الجهد التاريخي الكبير الذاهب في هذا الاتجاه المنفتح الرائد، يؤسس لنموذج استثنائي جدير بأن يُحتذى به”. وعن البرامج التي يمكن أن تترجم من خلالها احتفالات الدوحة عاصمة للثقافة العربية، أجاب أركون: “ثمة الكثير من البرامج التي يمكن أن تهتم بها الدوحة كعاصمة الثقافة العربية أولها يتعلق بالبحث العلمي، من خلال تشجيع البحث العلمي في الجامعات العربية، وكذلك تأسيس مراكز البحوث المتخصصة في مختلف مجالات البحث الديني والتاريخي والفلسفي والاجتماعي، وخاصة في مجال العلوم الإنسانية والمجتمع، لأن العالم العربي ينبغي أن يشتغل في كل المجالات وبخاصة البحث العلمي الفيزيائي أوالرياضي أو البيولوجي، في ظل المعاناة التي تعرفها البلدان العربية في هذه الميادين”. وشدد أركون في تصريحاته، على ضرورة التفكير في الغرب وما توصلوا إليه من تطور على كل الأصعدة، لكونهم مصدر التطور والعلم، على عكسنا نحن العرب الذين لازلنا نعتمد على برامج تعليمية مرتكزة في الأساس على تصورات إيديولوجية خاطئة لا تؤدي إلى تقدمنا بل أدت إلى تراجعنا طيلة السنوات الماضية، وبالتالي يرى المتحدث أننا بحاجة إلى ثقافة علمية رصينة تعتمد على المناهج الحديثة السائدة في مجال العلوم الدقيقة، كما في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية. للإشارة فإن محمد أركون يعد أحد كبار الاختصاصيين في الفكر الإسلامي، ولد عام 1928 بمنطقة القبائل بالجزائر، بدأ دراسته الجامعية بكلية الفلسفة في الجزائر ثم أتم دراسته في الجامعة الفرنسية السوربون، عُين محمد أركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام 1968 بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة، يشغل منذ عام 1993 منصب عضو في مجلس إدارة معاهد الدراسات الإسلامية في لندن. من مؤلفاته “الإسلام.. أصالة وممارسة”.