أعربت مصادر عليا في إسرائيل عن قلق عميق يساورها على خلفية تقارير استخباراتية بلغتها تفيد بتدهور صحة الرئيس المصري حسني مبارك. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس، عن مصادر سياسية مرموقة قولها إن إسرائيل قلقة جدا بعد تلقيها معلومات عن الحالة الصحية "السيئة" للرئيس مبارك جراء إصابته بالسرطان، حسب قولها وأوضحت مصادر سياسية أمنية إسرائيلية أنها تلقت في الأيام الأخيرة معلومات تؤكد اشتداد مرض السرطان وتدهور حالته الصحية "من يوم إلى يوم". وتتابع الصحيفة أن صحة الرئيس المصري معتلة منذ مدة طويلة، وتستذكر مكوثه في مستشفى ألماني في مارس المنصرم وخضوعه لعملية إزالة حويصلة المرارة وورم خبيث في الأمعاء. وأفادت صحيفة "هآرتس" الأربعاء الماضي بأن صحة مبارك، الذي يعتبر في الغرب محورا هاما لاستقرار المنطقة، تحولت مؤخرا لإحدى القضايا الحساسة جدا بالنسبة للدول المجاورة لمصر وللدول العظمى الغربية. ويعزو الباحث في تاريخ الشرق الأوسط البروفيسور حجاي إيرليخ، الاهتمام البالغ المعلن والخفي من قبل إسرائيل بمستقبل مصر بعد مرحلة مبارك، لشبكة المصالح الاستراتيجية المشتركة للبلدين، وعلى رأسها الموقف المضاد لما وصفه بالإسلام السياسي كما بإيران، وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحزب الله. ويضيف إيرليخ، المحاضر في جامعة تل أبيب، أن مبارك حذر وينتهج سياسة خارجية أكثر "توازنا" فهو لم يزر إسرائيل من جهة لكنه يواظب على السلام معها، وهذا يفسر حالة الترقب والقلق غير الصريح في إسرائيل حيال الحالة الصحية للرئيس المصري.