عبر لنا العديد من المرضى المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي بڤالمة عن تذمرهم الشديد جراء النقص الكبير في الأدوية الخاصة بهذا الداء، وهي “لانتكافير” و”انترفيرون بيفلي” الخاصان بالمصابين بفيروس الالتهاب الكبدي “س”، ودواء “لا توفوفير” الموجه للمصابين بفيروس “ب” الذي اعتبروه أخطر من مرض الأيدز، بسبب سرعته في قتل المصابين. أكد المرضى أن حياتهم أصبحت مهددة بسبب غياب هذه الأدوية من صيدلية المؤسسة العمومية الاستشفائية ابن زهر، وهم ينتظرون دورهم لأخذ دوائهم منذ عام ونصف، وهو نفس الشيء الذي أكدته لنا الحكيمة بولنوار، رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى ابن زهر، مضيفة أن معاناة المرضى المصابين بداء التهاب الكبد الفيروسي هي من معاناة الأطباء المعالجين نظرا للعلاقة التي تربط المريض بطبيبه، خاصة أن الأطباء يصطدمون بعدة عوامل تجعلهم غير قادرين على مد يد المساعدة الضرورية للمريض. ولخصت الحكيمة بولنوار ذلك في النقص الفادح للدواء ومشكلة التحاليل الطبية، خاصة منها تحاليل قياس نسبة الفيروس في الدم، بسبب ارتفاع أسعارها في المخابر الخاصة وعدم توفرها بمعهد باستور، وهي إن توفرت تتأخر مدة تفوق الثلاثة أشهر، معتبرة أن هذا التأخر في بداية العلاج لا يتحمله الطبيب المعالج ولا إدارة المستشفى لأن مسؤولية كل منهما تنتهي بتقديم طلب الدواء، ليبقى الدور على عاتق الصيدلية المركزية المكلفة بتوزيع الدواء على المستشفيات بعنابة، والتي يتحجج القائمون عليها في كل مرة بغياب الدواء من مخازنها وتلقي مسؤولية هذا النقص على المخابر الخاصة المكلفة بتوفير هذا الدواء، على غرار مخبر “روش”.. لتتساءل الحكيمة بولنوار عن المسؤول عن نقص هذا الدواء، خاصة أن مصادر أكدت لنا أن هذا الدواء متوفر بهذه المخابر إلا أنه لا يصل إلى المرضى. من جهة أخرى، نفى عبد العزيز غجاتي، مدير المؤسسة العمومية الاستشفائية، مسؤولية إدارته عن النقص الذي يعرفه الدواء الخاص بالتهاب الكبد الفيروسي، مؤكدا أن إدارته تعمل بالتنسيق مع أطباء مصلحة الأمراض المعدية من أجل توفير الدواء لمرضى الولاية، لكن المشكل هو غياب الدواء من مخازن الصيدلية المركزية بعنابة، مضيفا أنه في اتصال دائم مع مسؤوليها من أجل الإسراع في توفير الأدوية اللازمة للمرضى، خاصة مع تزايد هذا الداء بولاية ڤالمة خلال السنوات الأخيرة، حيث سجلت مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى ابن زهر، خلال سنة 2010، إصابة 164 شخصا بالتهاب الكبد الفيروسي بنوعيه “ب” و”س”، 92 امرأة و72 رجلا من مختلف الأعمار. من جهتنا، حاولنا الاتصال برئيس الجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد الفيروسي لمعرفة أسباب نقص هذا الدواء إلا أننا لم نتمكن من ذلك، ليبقى المصابون بالتهاب الكبد الفيروسي بڤالمة يعانون في صمت إلى إشعار آخر.