كشف قاسيمي عبد القادر، ممثل عائلات المساجين الجزائريين في ليبيا، أن العقيد الليبي معمر القذافي أطلق سراح كل المساجين الجزائريين رفقة المساجين الليبيين في اليومين الأخيرين، وهم يرجعون حاليا إلى أرض الوطن عبر المعابر الثلاثة أم الطبول والدبداب وبوشبكة. وأشار قاسيمي، في اتصال هاتفي مع “الفجر”، أمس، أن المعلومات بشأن المساجين الجزائريين شحيحة جدا، باستثناء الاتصالات التي قام بها مع ليبيين وجزائريين متواجدين في ليبيا، حيث كشف أن 17 سجينا جزائريا دخلوا من المركز الحدودي بوشبكة، على الحدود التونسية، وهم السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، وهو ما تم التأكد منه بحسب قاسيمي من خلال اتصالات مع القائمين على المدخل الحدودي. وقال إن عدد المساجين الذين دخلوا عبر الحدود الجنوبية، أي من المعبر الحدودي الدبداب، يبقى مجهولا إلى حد الآن، وقال إن الاتصالات التي أجريت بليبيين أثبتت أنهم من المحكوم عليهم بالسجن في قضايا تتعلق بالمخدرات. وكشف قاسيمي أن نظام القذافي قام باعتقال مجموعة كبيرة من الجزائريين العام الماضي، وهم المساجين الذين لا يعرف عددهم ولا أسماءهم، ولا التهم المتعلقة بسبب اعتقالهم. وبخصوص اتصال عائلات المساجين بالمسؤولين الجزائريين، فقال قاسيمي إنه تعذر الاتصال بالقنصلية الجزائرية في ليبيا، أما وزارة الخارجية الجزائرية فقد نفى أي اتصالات بها بشأن المساجين الجزائريين في ليبيا. وفي اتصال برئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، بشأن القضية، قال إن الغموض لا يزال يكتنف حالة السجناء الجزائريين القابعين في السجون الليبية، مؤكدا أن هيئته لم تتوصل بعد إلى أي معلومات بشأن وضعهم، بعد الأحداث الدامية التي تعيشها ليبيا، وخاصة بعد إعلان نجل القذافي سيف الإسلام إطلاق سراح سجناء ليبيين للقتال ضد شعبه. وبخصوص مدى تحرك اللجنة بشأنهم، فقال قسنطيني إنه لا يمكن التحرك دون الحصول على معلومات يتم على ضوئها تبني خطوات وتنفيذها، وقال إن عائلات المساجين عليها أن تتصل بوزارة الخارجية، باعتبار أن قضية مثل هذه تعد من اختصاص وزارة الخارجية. وللإشارة، فقد تم خلال السنة الفارطة إطلاق سراح عدد من السجناء الجزائريين بليبيا بأمر من معمر القذافي، بعد زيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ليبيا، والتي عجلت حينها بإطلاق سراح السجناء، بعد موجة من الغضب الشعبي إثر الأوضاع المزرية التي كانوا يتخبطون فيها داخل السجون، خاصة بعد أن عمدت إدارة السجون مؤخرا إلى عزل الجزائريين عن بعضهم البعض، كما قامت بوضع بعض الجزائريين في سجن الجديدة مع 274 إفريقي مصاب بداء نقص المناعة “الإيدز”.