كثفت عناصر تنظيم القاعدة في اليمن من عملياته الإرهابية في محاولة لبسط سيطرتها على أكبر قدر ممكن من محافظات اليمن، مستغلين الفراغ الكبير في السلطة الذي خلفه غياب الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، المتواجد في السعودية منذ حوالي أربعة أشهر للعلاج من آثار الجروح التي أصيب بها، ولا توجد مؤشرات واضحة لعودته إلى صنعاء بعدما "تفنن" أنصار عبد الله صالح في نشر الأخبار غير الحقيقية حول عودته. أشارت تقارير وسائل الإعلام اليمنية الى أن حالة الانفلات الأمني في اليمن بلغت أقصى مستوى لها، حيث تقوم جماعات تنظيم القاعدة بعمليات اغتيالات وتفجيرات، وكان عناصر مسلحون مرتبطون بالقاعدة يطلقون على أنفسهم "أنصار الشريعة" سيطروا على زنجبار بعد أن حاصروا قاعدة الكتيبة 25 ثم نجحوا في السيطرة مؤقتا على قرى أخرى في محافظة أبين. وواجهت القوات المسلحة في تقدمها نحو زنجبار مقاومة عنيفة من المتمردين، كما نفذت جماعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة، الثلاثاء، حكما بالإعدام رميا بالرصاص بحق أحد مواطني مدينة جعار بمحافظة أبين، جنوبي اليمن. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن المصدر قوله "قتل جنديان واصيب اثنان آخران في انفجار العبوة لدى عبور موكب وزير الدفاع قرب الكود، بينما أعلنت مصادر يمنية عن تخوفها من سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج اليمنية. في سياق متصل، أبدى الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الموجود في السعودية في رحلة علاجية، موافقة مبدئية على إجراء انتخابات مبكرة لكن أحزاب المعارضة اليمنية ترفض أي تعاطِ أو حوار مع السلطة والحزب الحاكم قبل تسليم السلطة إلى نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتحدثت المصادر لوسائل الإعلام اليمنية عن رغبة أمريكية وتأييد أوروبي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال شهور يتولى الإشراف عليها نائب الرئيس اليمني وتتولى حكومة وحدة وطنية تُشكلها المعارضة الاعداد لها بعد إعادة هيكلة القوات المسلحة وتحييدها عن الشأن السياسي من أجل إنهاء الأزمة الراهنة والتسليم الآمن للسلطة من دون إنزلاق اليمن إلى الفوضى والحرب الأهلية. ولاتزال غالبية اليمنيين تأمل في حل سياسي للأزمة رغم استمرار الطرفين في تصعيد خطابهما وتهديد المعارضة بقرب الحسم الثوري. هذا وقال قيادي بارز في الحزب الحاكم إن المعارضة جربت كل الوسائل الانقلابية لإسقاط النظام ولم تفلح، واتهمها بممارسة أعمال العنف والقتل وقطع الطرق ومحاولة اغتيال رئيس الدولة وكبار المسؤولين وحشد المسلحين المأجورين للاعتداء على معسكرات الجيش.