ما أن رحل الثلج وعاد النشاط إلى جامعة منتوري بقسنطينة، حتى برزت جملة مشاكل وصراعات توحي بأن الأمور ستتعقد أكثر خلال الأيام القليلة المقبلة؛ نقابيون يحضّرون ليوم إحتجاجي، طلبة مضربون بالمدرسة العليا للأساتذة ورئيس قسم اللغة الفرنسية مغضوب عنه. يأتي الاجتماع الذي عقد الخميس الأخير بمشاركة مختلف الفروع النقابية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي بقسنطينة ليبرز مدى تحرك تنظيمات نقابية ضد الإدارة، في أعقاب اتخاذ إجراءات عقابية ضد نقابيين مؤخرا وتحويلات عمال تصفها النقابة بغير القانونية، وهي الإجراءات التي ندد بها المجتمعون الذين يمثلون فروع جامعتي منتوري والجامعة الإسلامية وإقامات منتوري وابن باديس والفيرمة ونحاس نبيل، إضافة إلى نقابة الخدمات الجامعية، وهو تكتل من شأنه أن يشل الجامعة بداية من يوم الخميس، حيث تقرر تنظيم يوم احتجاجي قبل التصعيد والدخول في إضراب مفتوح وشامل في حال عدم تراجع الإدارة عن قراراتها والتي يعتبرونها تعسفية. تحرك النقابيين يضاف إليه وضع متأزم بالمدرسة العليا للأساتذة بسيدي مبروك، حيث دخل الطلبة في إضراب عن الدراسة الأسبوع الماضي، للمطالبة بمعادلة الشهادة والحق بالمشاركة في مسابقات الماجستير والماستر، ورفضهم إجراء الامتحانات التي كانت مقررة في 6 فيفري، قبل أن تؤجل بسبب الأحوال الجوية الأخيرة وتساقط الثلوج، قبل أن تقرر الإدارة البدء فيها الإثنين الماضي، الأمر الذي رفضه الطلبة، لتجد نفسها هذه المرة مرغمة على تعليق الامتحانات وإشعار أولياء الطلبة بالوضع محذرة من سنة بيضاء. وبجامعة منتوري دائما يطالب عدد من أساتذة اللغة الفرنسية بتنحية رئيس القسم، متهمين إياه بالتعسف واستعمال السلطة وعدم إيلائه أدنى اهتمام للأساتذة، الاتهامات التي نفاها أمس رئيس القسم، عبدو كمال، مبرزا أن هذه الحركة تأتي بعد أن وجهت الإدارة استفسارات عن غياب أساتذة عدة مرات عن التدريس. يحدث هذا في وقت تعرف مختلف الكليات حالة من التذبذب في إجراء الامتحانات، وهو ما جر متاعب كبيرة للأساتذة والطلبة على حد سواء، خاصة بالنسبة للمقيمين الذين وجدوا أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر، إما البقاء في الإقامة والانتظار أو العودة إلى ذويهم في مختلف ولايات الشرق خوفا من تقلبات جوية مرتقبة.