عرض بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان الفيلم الوثائقي "مصير راع" للمخرج المغترب بفرنسا عبد الرحمان بن عروس، تناول من خلاله مسار حياة العلاّمة والشيخ سيدي بومدين شعيب انطلاقا من الروايات التي أرخت للعلامة. استعرض الفيلم الذي كتب سيناريوه كل من نورة قاسي والمخرج وأنتجته شركة "ليث ميديا" قرابة الساعة أهم المحطات التي صنعت التميز في حياة سيدي بومدين استنادا إلى أشهر الروايات التي تناقلت حياته ومآثره، كما اعتمد المخرج في عمله على شهادات بعض الباحثين والدكاترة منهم الباحث في العلوم الإسلامية عبد الرحمان حمادو الكتبي الذي ركز على تأثير البيئة الأندلسية التي نشأ فيها سيدي بومدين على اعتبار أنها اشتهرت بالعلم في توجه العلامة. كما أبرز الدكتور بوعلام جوهري من جامعة بجاية الدور الذي لعبه العلامة في هذه المدينة التي اشتهرت باحتضانها أزيد من 1000 عالم إبّان القرن ال12، وكذا مكانة مدينة تلمسان في حياة سيدي بومدين. وتطرّق العمل إلى الرحلة الأولى التي قام بها سيدي بومدين من الأندلس مرورا بمضيق جبل طارق وصولا إلى مدن طنجة، مراكش وفاس المغربية هذه الأخيرة التي كانت تعد حاضرة المغرب الكبرى بهدف التفرغ لدينه أين تتلمذ على أيدي مشايخها، وغيرها من الرحلات الهامة في حياة العلامة خاصة منها رحلة الحج التي التقى خلالها القطب عبد القادر الجيلاني وتأثير ذلك على حياة سيدي بومدين. الطاوس.ب المخرج عبد الرحمان بن عروس "الفيلم أتاح لي فرصة التعرف على سيدي بومدين شعيب" تطرّق مخرج الفيلم خلال اللقاء الذي جمعه بالأسرة الإعلامية على هامش عرض فيلمه إلى ظروف إنجاز العمل والتي قال إنها مكّنته من التنقل بين العديد من النقاط لجمع المعلومات ومقارنة الروايات التي تناولت حياة الشيخ سيدي بومدين شعيب، كما اعتبر بن عروس أن عمله رغم اعتماده على سرد روائي قد يشكّك فيه الكثير، لكنه بحث في مخطوطات تعد نادرة أرّخت لحياة العلاّمة، ولم ينف أنه كان يتوقّع النقد على اعتبار انعدام الوثائق الدقيقة التي تقدم السيرة الذاتية الحقيقة للعلامة، لذلك فهو لا يعتبر عمله كما قال شريطا وثائقيا لكنه فيلم تصوري مبني على الخيال. وأضاف أن فيلمه رؤية مغايرة للفيلم الأول الذي أنجز حول ذات الشخصية، وتمنى تصوير مشاهد من عمله الذي لم ينه بعد عمليات مزج الصوت والتركيب بالجزائر خاصة بسيدي عيسى بولاية المسيلة مسقط رأس المخرج لتوفرها على مناطق خلابة حسب رأيه.