أخطر سكان مدينة الرويبة الواقعة بالجهة الشرقية للعاصمة، المسؤولين المحليين من خطورة الموقف الذي آل إليه الوضع ببلديتهم. الوضعية الكارثية التي حذر منها السكان المسؤولين، منددين بالأعمال التخريبية التي أقدم عليها الباعة الفوضويون في تحطيم الأشجار المغروسة على الأرصفة وتحويل المكان المخصص للراجلين إلى مسرح لمزاولة نشاطهم الفوضوي الذي طوقوا من خلاله كافة الشوارع والأزقة، خاصة أمام السوق المغطاة وسط المدينة الذي عمته الفوضى والإهمال، رغم تجند رجال الأمن العمومي لمكافحة هذه الظاهرة التي باتت تقلق التجار النظاميين بذات السوق وكذا المحلات التجارية الأخرى. من جهة أخرى، فقد اشتكت الأسرة التربوية بالمدرسة المحاذية لذات السوق من الفوضى العارمة التي يحدثها هؤلاء التجار أثناء أوقات العمل داخل الأقسام مع التلاميذ، إذ أصبحوا يعملون في جو مضطرب بسبب الأصوات المنبعثة من خارج المدرسة التي يحدثها الباعة والمتسوقون من ضجيج وصخب، ناهيك عن الكلام القبيح المتبادل بين الباعة.. وكل هذا يصل إلى مسامع التلاميذ والمعلمين داخل حجرات التدريس.. وعن هذه الوضعية المزرية التي أخذت تنتشر بالبلدية كالفطريات، أوضح مرزوق لاكروز، رئيس بلدية الرويبة، في حديث أجريناه معه، أن ثمة إجراءات ردعية سوف نتخذها لوقف هذا النزيف الفوضوي الذي شوّه المدينة، خاصة الرويبة وسط، أين احتل الباعة غير النظاميين القادمين من بومرداس والبويرة والعاصمة، ساحة المسجد ومحيط السوق المغطاة، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل تعدوه إلى حد سد بوابة مدرسة الشهيد ظريف الابتدائية الذي وجد الأطفال صعوبة المرور إلى المؤسسة وسط زحام الباعة وسلعهم المعروضة على طول الشارع الرئيسي، يقول محدثنا مرزوق لاكروز. وقد أبدى بعض السكان الأصليين غضبهم الشديد، لما وصلت إليه بلديتهم التي كانت فيما مضى مضرب المثل في الهدوء والسكينة و النظافة، واليوم تحول هذا الهدوء إلى كابوس حقيقي حال بينهم وبين أفراد العائلة في التجمع على مائدة واحدة من كثرة الصراخ والكلام الفاحش الذي ينبعث من أفواه هؤلاء الباعة، دون الحديث عن القمامة التي يتركونا بالموقع والتي تسببت في انبعاث الروائح الكريهة التي تحبس الأنفاس.