استضافت اسطنبول أمس مؤتمر أصدقاء سوريا لبحث الأزمة الراهنة في المنطقة، التي لم تعرف أي تقدم يذكر لحد الآن أمام انقسام الآراء الدولية بين رافض لتسليح المعارضة ومؤيد له على غرار واشنطن التي تصر على تقديم مساعدات غير قتالية على حد قولها للجيش الحر. شارك في الاجتماع مسؤولون من 11 دول أوروبية عربية وإسلامية وممثلو ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سجلت مشاركة وزيرها للخارجية جون كيري واشنطن في اللقاء. ويعد اجتماع اسطنبول تكملة لسلسة المؤتمرات الداعمة للقضية والتي عقد الأول منها بتونس شهر فيفري من عام 2012، حاول خلالها المشاركون من دول وهيئات السعي لإيجاد مخرج للأزمة السورية بعيدا عن دائرة مجلس الأمن الذي يقف فيه حليفا بشار الأسد روسيا والصين في وجه قراراته باعتمادهما حق الفيتو لإسقاط أي مشروع حل لا يوافق سياستهما في التعامل مع الأزمة. وجاء اللقاء داعما للموقف الأمريكي الداعم للمعارضة السورية حيث جدد كيري خلال المؤتمر تقديم بلاده لدعم مالي للجيش الحر لاقتناء مساعدات غير قتالية. وكان قد سبق المؤتمر عرض المبعوث الأممي والعربي المشترك الأخضر الإبراهيمي لتقريره على مجلس الأمن الدولي والذي جاء متشائما بشأن حل فوري للحرب الدائرة في سوريا. ورغم الركود الذي يخيم على مساعي الحلول المقترحة لهذا الصراع، والتي لم تحرز فيها جهود الإبراهيمي أي تقدم يذكر، نفى الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية عزمه الاستقالة من منصبه واصفاً الوضع السوري بالأشد تعقيدا وأخطر أزمات العالم. وكان الإبراهيمي قد استبعد أي تدخل عسكري في سوريا كونه لا يخدم القضية مطالبا المجلس الاعتراف بخطورة الأزمة السورية، داعيا المعارضة إلى التريث في تشكيل الحكومة خاصة أمام الخلافات الداخلية التي تعترض نجاح هذه الخطوة. وترى روسيا أن مؤتمر أصدقاء سوريا لا يخدم القضية بل ويلعب دورا سلبيا في النزاع الدائر في المنطقة كما جاء على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، الأمر الذي دفع الائتلاف السوري المعارض إلى اتهام موسكو بعزل نفسها عن قرارات دول العالم المؤيدة في مجملها لشرعية النضال السوري ضد الأسد بدعمها هذا الأخير، وأن الخارجية الروسية منغلقة في قوقعة المصالح العسكرية الضيقة، مشيرا إلى أن الموقف الروسي المنفرد عن المجتمع الدولي يضرب بقيم الحرية، العدالة، المساواة وحقوق الإنسان عرض الحائط. ميدانيا أفاد مندوب ”الوكالة الوطنية للإعلام” في الهرمل أن صاروخين سوريين سقطا داخل الأراضي اللبنانية في منطقة محلة سهلات الماء المجاورة لبلدة القصر واقتصرت الأضرار على الماديات، فيما تستمر المواجهات في إسقاط المزيد من القتلى وتدمير البلاد.