جدد قادة الأحزاب الإسلامية مطلبهم بضرورة الضغط على النظام ب”أرضية التوافق”، مؤكدين أن المشاكل التي حدثت سنة 1986 توشك أن تقع مجددا إذا لم تستدرك الأوضاع بإرساء قواعد الديمقراطية وتحقيق التوافق الديمقراطي وفق أرضية مزفران، لأن النظام السياسي حاليا لا يقبل التوافق. حظيت الجامعة الصيفية لجبهة التغيير التي أشرف على افتتاحها عبد المجيد مناصرة، أمس، بالمعهد المتخصص في الفندقة والسياحة ببومرداس تحت عنوان: ”بناء الجولة الحديثة توافق ديمقراطية تنمية”، بحضور رؤساء أحزاب يتقدمهم رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري وفيلالي غويني رئيس حركة الإصلاح الوطني، إلى جانب ممثلي حزبي طلائع الحريات والبناء الوطني ورؤساء حكومات سابقين يتقدمهم رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي، والشيخ مختار كيبي رئيس التجمع الإسلامي بالسينغال وضيوف من داخل الوطن وخارجه. وفي هذا الصدد، أشار رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، إلى أن كثرة الجامعات الصيفية التي تأتي تباعا كمناسبات للنقاش للعديد من الملفات السياسية المطروحة للبحث عن التوافقات المطلوبة، لا تريدها السلطة في بلادنا، قائلا ”والذي نريده التوافق على الملفات المطروحة وليس جلسات استماع كما تعودت على ذلك السلطة منذ زمن”. من جهته، دعا رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، الطبقة السياسية إلى الضغط على النظام بالتوافق، مؤكدا أن السياسة مرتبطة بالتنمية، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، وأن المشاكل التي حدثت سنة 1986 نوشك أن نقع فيها إذا لم تستدرك الأوضاع بإرساء قواعد الديمقراطية وتحقيق التوافق الديمقراطي وفق أرضية مزفران، لأن النظام السياسي حاليا - حسبه - لا يقبل التوافق، داعيا الطبقة السياسية إلى الضغط عليه بالتوافق. ممثل جيل جديد، الأستاذ إسماعيل سعيداني، أكد في كلمته على أن حزبه يسعى مع التنسيقية إلى تحقيق التوافق من خلال أرضية توافقية من أجل إنقاذ الجزائر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الخراب والدمار وما تتعرض له لغة القرآن اليوم من مؤامرة من الذين لا يفرقون بين الشعر والقرآن. مناصرة: نريد دستورا توافقيا وليس توفيقيا ولا تلفيقيا من جهته، أكد رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة أن حزبه كان من المطالبين بالدستور التوافقي، قائلا ”رغم أنه أصبح كالمهدي المنتظر الذي ينتظره الجميع، نحن نفرق بين الدستور التوافقي والتلفيقي، وقد ضيعنا سنة كاملة في هذا الموضوع، ومن حق الجميع أن تؤخذ رؤيته بإجراء مشاورات حقيقية، لأنه دستور الجميع وهو دستور الجزائر”. وفي إشارة إلى الدراسة بالعامية أشاد مناصرة بيقظة الشعب الجزائري، شاكرا رئيس الحكومة على موقفه، متسائلا عن الخبراء الذين أوصوا بهذه التوصية ”من هم؟”. كما أشار مناصرة إلى أن حزبه يتوافق على النظام الديمقراطي قائلا ”رغم أن موضوع الديمقراطية والحديث أصبح مستهلكا، نقصد بالديمقراطية التي لا يغتالها الإرهاب ولا يشتريها المال والتي لا تعادي الدين وغير قابلة للانقلاب، وهي ليست خيالية، بل تناضل الناس من أجلها”، مضيفا ”عندما نتحدث عن التوافق نقول بأن الدولة الحديثة تبنى بالتوافق وليس بالأغلبية، ومعنى التوافق هو أن يتوافق الأطراف كلهم على شرعية المؤسسات والاختيارات الكبرى والدولة الحديثة يبنيها الجميع”. وفي سياق آخر أكد مناصرة أن الجامعات الصيفية أصبحت صعبة في التنظيم والتأشيرات والمال، مضيفا أن العمل السياسي أصبح مكلفا جدا.