ارتفاع فاحش في أسعار الفاكهة والنقل يكاد يكون منعدما . اتحاد التجار يطمئن المواطن: "الأمور ستعود إلى نصابها اليوم" شهدت العائلات الجزائرية في اليومين الأوليين من عيد الفطر المبارك، نقصا كبيرا في المواد الأساسية على غرار الخبز والحليب عبر الدكاكين والمخابز المتواجدة بالعاصمة، التي قررت غلق أبوابها ، ليجد المواطن العاصمي نفسه في أزمة غذاء في أول أيام العيد. وقد عرفت المخابز التي أصبحت تعد على الأصابع، يومي العيد طوابير طويلة من المواطنين الذين توافدوا للتزود بما يحتاجون إليه من خبز، على غرار سيدي أمحمد، بلوزداد، المدنية، باب الوادي وغيرها، اكتظاظا كبيرا بالمواطنين مشكلين طوابير غير متناهية للظفر بالخبز، فيما بدت مخابز الحراش وباب الزوار والرويبة والدار البيضاء خالية كما أغلقت الدكاكين أبوابها في وجه الزبون، لتتركه بدون مادة الحليب ليومين كاملين، ملقين سبب هذه الندرة على عاتق المنتجين، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من الاستياء والتذمر لدى الزبائن الذين انتقدوا توقف 90 بالمئة من المحلات عن العمل يومي العيد، بحجة أن معظم العمال يقطنون في ولايات خارج العاصمة، مما سبب ندرة غير مسبوقة في الخبز ودفع العديد من المواطنين إلى تعويضها بخبز البيت، لتواجه ربات البيوت يوما شاقا لإعداد الفطور يومي العيد، وأمام ندرة الحليب، اضطر الزبائن إلى شراء بودرة الحليب، التي تشهد أسعارها ارتفاعا فاحشا، مما شكلت مصروفا إضافيا للعائلات البسيطة، خاصة بعد فراغ جيوبها تحضيرا للعيد وللدخول المدرسي أيضا. ومن جهتها عرفت الفواكه ارتفاعا كبيرا في الأسعار وصل حتى 50 بالمئة من سعرها السابق، حيث ارتفع سعر الموز إلى 170دج، والتفاح ب220دج، وهلم جرا، ويحدث هذا في الوقت الذي طمأنت فيه مصالح التجارة بالولاية المواطنين، بتوفير مختلف المواد الضرورية من خبز وحليب، الشيء الذي لم يتم على أرض الواقع، في وقت شكلت فيه أزمة النقل القطرة التي أفاضت غضب المواطن، الذي لم يسلم من الانتظار لساعات من أجل ركوب الحافلة والتوجه إلى الأهل والأقارب للمعايدة عليهم، فيما تحولت السيارة إلى مكسب ثمين، وهذا ما دفع عددا كبيرا من العائلات إلى الانتظار ساعات طويلة في محطات النقل الحضري لتعود أدراجها وتقرر تأجيل زيارة الأقارب أو المقابر. وعن سبب الندرة في المواد الأساسية، كشف الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بولنوار حاج طاهر ل "السياسي"، عن بيع 50 مليون خبزة قبل يوم من العيد، وهو ما يؤكد حسبه أن العائلات قد اقتنت احتياجاتها من الخبز قبل يوم، مشيرا إلى أن سبب الندرة في مادة الخبز تعود إلى خروج معظم الخبازين القاطنين خارج العاصمة في عطل، للاحتفال بمناسبة العيد إلى جانب عائلاتهم، مذكرا بوجود مخابز توفر الحد الأدنى من الخدمة، خصوصا أن المخابز قامت بمضاعفة الإنتاج قبل يوم من عيد الفطر المبارك، وأضاف بولنوار أنه تم توفير محلين في الخدمة بكل حي، يحرصان على توفير المواد الغذائية للمواطن، وعن الندرة في مادة الحليب أوضح بولنوار أن المسؤولية ملقاة على عاتق المنتجين، ذلك أن أغلب العمال بالمصانع تحصلوا على عطل، مما انعكس على كمية الإنتاج خلال اليومين الماضيين، وقال بولنوار أن المشكل يتعلق بكمية الإنتاج وكيفية التوزيع، وقال أن التجار في مادة الحليب يملكون زبائن دائمين وليس من مصلحتهم عدم توزيع الحليب، لتبقى المصانع المسؤولة عن ندرة الحليب. وطمأن بولنوار أن الأمور ستعود إلى نصابها اليوم بعودة العمال إلى مناصب عملهم من خبازين ومنتجي حليب، وعن ارتفاع أسعار الفاكهة قال بولنوار أن توقف سوق الجملة عن العمل خلال يومي العيد، تسبب في ارتفاع الأسعار لدى بائعي التجزئة، نظرا لما يمليه قانون العرض والطلب، وقال أن بعودة الجميع إلى النشاط ستعود الأسعار والكمية إلى مستواها الطبيعي. من جهته أكد يوسف قلفاط رئيس الاتحادية الوطنية للخبازين في اتصال به" للسياسي" على وجود قائمة للخبازين عملت بنظام التناوب مضيفا أنه قد سجلت نسبة من الخبازين اللذين أغلقوا مخابزهم يوم العيد، ونفى وجود أزمة ندرة حقيقية للخبز بالعاصمة، وقال أنه مجرد نقص نظرا لكون المخابز عملت بنسب متفاوتة من خلال الجولة التفقدية التي قادته إلى مخابز العاصمة أول أيام العيد حيث أنه سجل أنها عملت منذ الصباح الباكر إلى غاية الساعة العاشرة فيما قامت أخرى بالعمل طيلة النهار.