نظمت الجمعية الوطنية للمعاقين "البركة" يوما تحسيسيا، دقت من خلاله ناقوس الخطر وطالبت بالتكفل بالمصابين بعد خروجهم من المستشفيات، جاء هذا اليوم الإعلامي بحضور ممثلين عن الدرك الوطني والشرطة والمجتمع المدني. عسال حضرية أوضحت فلورة برغوث، رئيسة جمعية »البركة« للأشخاص المعاقين، في كلمتها الافتتاحية، أن الجزائر تترتب الرابعة عربيا من حيث حوادث المرور، وهي الرتبة التي لم تتغير منذ سنوات رغم حملات التحسيس المتكرّرة والإجراءات الردعية التي تفرضها الجزائر للحد من هذه الحوادث، التي هي في تنام مستمر، وقد أشارت المتحدثة إلى ارتفاع عدد القتلى والجرحى إلى 4 آلاف قتيل وآلاف الجرحى، لمدة لا تزيد عن الثمانية أشهر، وأضافت أنه من بين المصابين بالجروح من هم في حالة خطيرة جدا، وهو ما يتطلب إيجاد حلول بديلة للحد من إرهاب الطرقات، كما جاء في مداخلة طاطاشك محمد، نائب مدير الوقاية وحركة المرور بالمديرية العامة للأمن الوطني، عن ضرورة الوقاية المرورية في الوسط الحضري، حيث تطرق إلى واقع وآفاق السلامة المرورية في المناطق الحضرية، إلى جانب تقديم مقارنة عن العشرة أشهر من السنة الفارطة بنظيرتها خلال 2011، حيث أشار طاطاشك إلى ارتفاع نسبة الحوادث والضحايا، حيث اعتبر أن مثل هذه المناسبة سانحة لدق ناقوس الخطر كي يؤدي كل دوره، داعيا المجتمع المدني لهذه المهمة الفعّالة في السلامة المرورية، وحفظ تصرفاته كي لا يكون سببا في ارتفاع هذه الحوادث، التي تشكل خطرا على الأرواح، خاصا بالذكر السائقين الذين حمّلهم مسؤولية ارتفاع نسبة الحوادث، والذين وصفهم ب»رؤوس الحرباء« والفاعلين في تفاقم نسبة الضحايا والمعاقين. العنصر البشري.. المتسبب الأول في حوادث الطرقات بالمناسبة، أشار في ندائه الموجّه إلى كل المواطنين أن يتوقع كل إنسان أن يكون ضحية حادث مرور في أي وقت، وتطرق باختصار إلى عدة محاور أهمها علاقة المحيط العمراني بالحوادث المرورية وأهم الخصائص، والمحاور الإستراتيجية الوطنية، وهي عبارة عن توصيات خرج بها القانون، من خلال تعديل القانون المروري، إضافة إلى تسديد المخالفات، معتبرا إياها بالعوامل الأساسية، التي عملت على خفض عدد الحوادث إضافة الى فتح الطريق السريع وحملات التحسيس التي قامت بها الإذاعة الوطنية مؤخرا. وفي سياق آخر، تأسف طاطاشك لما عرفته سنة 2011 من ارتفاع في عدد الحوادث، وتسجيل نسبة كبيرة من المعاقين، كما تطرق ذات المتدخل إلى دور العنصر البشري في هذه المعادلة، الذي قال إنها تزيد الطين بلة من حيث سلوك مستعملي الطريق والمنشآت القاعدية، وكذا توسّع الحظيرة الوطنية وبقائها متمركزة داخل المدن، وعناصر أخرى متسببة في ارتفاع حوادث المرور إلى نسبة 80 و94 بالمئة، مع الأخذ بعين الاعتبار عيوب الطريق، محدّدا إياها في التهيئة السيئة. السلامة المرورية.. مسؤولية الجميع وفي ختام مداخلته، وجّه ذات المسؤول رسالة إلى المجتمع المدني، مفادها أن السلامة المرورية ليست مسؤولية جمعية »البركة« وحدها، وإنما مسؤولية الجميع. ومن جهته، أكد ممثل الدرك الوطني على مشاركة الجهاز لإحياء اليوم العالمي لضحايا الطرقات، التي تنظمها كل سنة جمعية »البركة«، باعتباره عنصرا فاعلا في ميدان الوقاية المرورية، والتحسيس في هذه المناسبات، حيث تمحورت مداخلته على دور الدرك الوطني في مجال السلامة المرورية، بالنظر إلى أعمال ومجهودات جبّارة تقوم بها وحدات الدرك الوطني في الميدان، بحكم تواجدها به. حصيلة باهضة وخلال مداخلته، قيّم ممثل الدرك الوطني إحصائيات حوادث المرور، المسجلة خلال العشرة أشهر لسنة 2011 مقارنة ب2010، أين سجلت زيادة محسوسة في نسبة الحوادث قدرت ب68 و31 بالمئة، إلى جانب عدد القتلى المقدر ب14 إلى 30 بالمائة، إلى جانب عدد الجرحى، الذين ارتفع عددهم ب38 و33 بالمئة، وأرجع ممثل الدرك الوطني ارتفاع هذه الحوادث، وحصد عدد من القتلى والجرحى هذه السنة إلى السائقين بنسبة 40 و81 بالمئة، موجها في مداخلته أصابع الاتهام إلى تهور السائقين بالدرجة الأولى، في تسجيل حوادث المرور لعدم احترامهم القانون، وبالمناسبة، وجّه نداء للسائق ومستعملي الطريق بصفة عامة، للتحلي بالمسؤولية تجاه المأساة التي تخلفها حوادث المرور والمتمثلة في ضحايا وجرحى ومعاقين وخسائر مادية باهضة، إلى جانب الجانب الردعي، والذي اعتبره جانبت وقائيا للمخالف لقانون المرور، الذي يحميه. وفي الختام، اعتبر رئيس جمعية ضحايا الطرقات يحيى بلحاج، تحديد السرعة بتوقيف عدادات السيارات ب120 كلم بالنسبة للسيارات الخفيفة و80 حتى 90 كلم بالنسبة للشاحنات ذات الحجم الكبير، معتبرًا التحكم في هذه المشكلة آلية سرية للتحكم في أعداد القتلى والجرحى وحوادث الطرقات، والخفض من تنامي هذه النسب. الجمعية على موعد لدخول »غينيس« لصنعها أكبر علم وطني وعلى هامش اليوم الإعلامي، أشار رئيس جمعية ضحايا الطرقات، إلى أن الجمعية بصدد تحضير أكاديمية للمحترفين ومستعملي الطرقات، الهدف منها التعاون على الحد من حوادث المرور والتربية والتوعية، انطلاقا من البلدية، وأضاف أن جمعيته على موعد لدخولها كتاب »غينيس« العالمي، من خلال صنع أكبر علم وطني، تشارك فيه 48 ولاية، 24 ولاية مخصّصة لصنع اللون الأبيض و24 الأخرى للون الأخضر واللون الأحمر مخصّص لولاية غرداية مكان إنشاء هذا العلم العملاق، وستكون الانطلاقة في 11 ديسمبر المقبل على الساعة الثانية بالقليعة.