يعاني مرضى السرطان في الجزائر من صعوبات كبيرة من أجل الحصول على العلاج، في ظل نقص المراكز المتخصصة والتجهيزات الضرورية، ما يقلص فرص تعافيهم وهو ما دفع بالعديد من المختصين للتطوع وإنشاء عدة جمعيات من أجل التكفل بهذه الفئة، من بينها مرضى سرطان الثدي الذي يشهد اليوم تزايدا كبيرا حيث تم تسجيل أكثر من 200 حالة جديدة لسرطان الثدي خلال السنة الجارية بقسنطينة، ما دفع بهذه الجمعيات الخيرية والتطوعية لتوسيع نشاطاتها لإنشاء دار للتكفل بالمرضى وخاصة الذين يحضرون من ولايات أخرى لتقلي العلاج. وتعد جمعية الواحة الناشطة بمدينة قسنطينة من بين الجمعيات التي تبذل قصارى جهدها لتحقيق ذلك على أرض الواقع وفي أقرب الآجال، وللتعرف على نشاطات هذه الأخيرة، حاورت السياسي قشيدي ياسمينة، المكلفة بالإعلام على مستوى الجمعية. متى تأسّست جمعية الواحة لمساعدة مرضى السرطان؟ - تعد جمعية الواحة من بين الجمعيات الخيرية الناشطة بمدينة قسنطينة، تتكفل بمرضى السرطان، تأسّست في نوفمبر سنة 2011 بغرض إنشاء مشروع بناء دار تتكفل بمرضى السرطان من خلال المبيت خاصة القادمين من مناطق بعيدة والذين يعالجون بمستشفيات مدينة قسنطينة. وتسعى الجمعية للتكفل التام بمرضى السرطان بداية بالتوعية وانتهاء بتوفير العلاج والمتابعة. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها على مستوى الجمعية؟ - تقوم الجمعية بالعمل وفق برنامج مسطّر على مدار السنة، حيث تقوم باستقبال مرضى السرطان في مقر الجمعية مرتين في الأسبوع ويقوم فريق متخصص بالاستقبال والتوعية والتحسيس، كما تقوم لجنة عمل خاصة بمناقشة المرض مع المرضى سواء انفراديا او جماعيا وهذه اللجنة متكونة من أطباء ونفسانيين واساتذة حتى يتسنى للمريض التكلم عن مرضه دون خوف او إحراج ويستمع لغيره ولنصائح المختصين، بالإضافة الى ان الجمعية أبرمت عقودا مع عدة مخابر ومراكز فحص بالأشعة لتمكّن المرضى من الفحص المجاني كل اسبوع وإجراء التحاليل مجانيا. كما نخصص كل اسبوع ايضا خرجة خاصة برفقة النساء من اجل ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشي التي تساعد كثيرا في العلاج، بالاضافة الى اننا نقوم بحملات تحسيسية لتفادي الاصابة بمرض السرطان ونقوم بعقد ندوات ومؤتمرات كلها بغرض التوعية. قمتم بتكريم المحسنين الذين يقدّمون تبرعات للجمعية، فهل من تفاصيل أكثر؟ - قمنا بتكريم المحسنين الذين يقدّمون هبات وتبرعات للجمعية وفي إطار هذا اليوم، شدّد البروفيسور عبد الحميد أبركان، رئيس هذه الجمعية، على الأهمية التي يمثلها التضامن الفعّال للمحسنين في مواصلة هذه الجمعية لمسعاها المتعلق بمكافحة داء السرطان. ومن جهته، أوضح أحمد زمولي، الأمين العام للجمعية في هذا السياق، أن الحرص على الاستعمال العقلاني للأموال التي تجمعها جمعية الواحة سيسمح بإضفاء المصداقية على هذا العمل التضامني الفعّال الذي سيسمح بإنشاء دار واحة بالمدينة الجديدة علي منجلي بهدف التكفل الامثل بالمصابين بالسرطان غير القاطنين بقسنطينة ومرافقيهم الذين يحضرون إلى الولاية من أجل تلقي العلاج والتخفيف من معاناتهم اليومية. وماذا عن نشاطاتكم الخاصة بشهر أكتوبر الوردي ؟ - بالنسبة ل الشهر الوردي ، وهو الخاص بمرضى سرطان الثدي، فإننا سطّرنا برنامجا خاصا يبدأ بالتوعية والتحسيس في الجمعية كل يوم ثلاثاء وأربعاء من هذا الشهر حيث نقوم باستقبال المرضى وأقاربهم ونقوم بضيافتهم وتبادل الحديث معهم، كما نقوم بعقد محاضرات في خمس دوائر بولاية قسنطينة منها دائرة زيغود يوسف ودائرة الحامة ودائرة قسنطينة من أجل التحسيس بضرورة الفحص المبكّر للسيدات وكنا مسبقا قد قمنا بذلك عبر إذاعة قسنطينة. كما نقوم بتعليم المرأة كيفية الفحص المنزلي قبل الذهاب للطبيب لاكتشاف المرض مبكّرا وإمكانية علاجه. هل من مشاريع أنتم بصدد تحضيرها؟ - سنطلق، خلال هذه الأيام، كتابين، الأول حول الدراسات التي قمنا بها حول وضع سرطان الثدي في مدينة قسنطينة وتكلفة علاجه وأثره على عائلة المريضة والثاني حول الاغذية التي يجب ان تتناولها المرأة وأثناء العلاج مرفقا ببعض الوصفات المطبخية الخاصة، كما سنقوم في آخر الشهر بحصة مشي للنساء واقاربهن، بهدف التحسيس والتوعية. إلى ما تهدفون من وراء هذه النشاطات؟ - الهدف الأول من جل هذه الاعمال هو التوعية والتحسيس من اجل الفحص المبكّر، فهذا المرض ليس متعلقا لا بالمكان ولا بالزمان، فهو قد يصيب أي عضو في الجسم والكشف المبكّر يساعد كثيرا في الشفاء حيث نسعى الى تخفيف الالم عن الكثير من المرضى خاصة من الجانب النفسي الذي يلعب دورا كبيرا في العلاج، كما اننا نعمل على التخفيف على المريض أعباء مصاريف العلاج من خلال إنشاء دار الواحة والذي هو قيد الانجاز. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - بالنسبة لمختلف النشاطات، فإننا نتلقى دعما من قبل المحسنين الذين يساهمون معنا خاصة في بناء دار الواحة للتكفل بمرضى السرطان وبالنسبة لتسيير الجمعية، فإنه من مساهمات الأعضاء الناشطين فيها الذين يبذلون قصارى جهدهم لإسعاد المرضى والتخفيف من معاناتهم مع المرض. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة التي تعد دعما لنا من اجل المضي قدما حتى نقلل من الإصابة بمرض السرطان الذي يتضاعف يوميا، كما أتمنى ان تتحسّن ظروف العلاج والتكفل بالمرضى لأنه اكبر هاجس يعاني منه المصابين بداء السرطان.