تعتمد الكشافة الجزائرية على خبرة أبنائها لتكوين جيل الغد من خلال إدماجهم في المشاريع التي تقوم بها سواء كانت موجهة للمجتمع المدني أو خاصة بالحركة الكشفية، باعتبارها من إحدى المدارس الاجتماعية التي تتولى بتكوين الشباب وتنمية العمل التطوعي في المجتمع ويظهر ذلك من خلال أنشطة أفواجها المنتشرة عبر التراب الوطني، ومن بين الأفواج الحريصة على تحقيق ذلك فوج الإشراق بتلمسان.. وللتعرف أكثر عن أهداف هذا الفوج حاورت السياسي القائد مصطفى خالدي، الذي أكد على أهمية تطوير الحركة الكشفية في المجتمع. - بدابة، متى تأسس فوج الإشراق بتلمسان؟ + فوج الإشراق هو من بين الأفواج التابعة للكشافة الإسلامية الجزائرية، بدأ العمل في أواخر 1992، وتوقف بعدها بسب الظروف الأمنية التي كانت سائدة في تلك الفترة ليرجع مجددا إلى الساحة الكشفية في سنة 2002، أما بالنسبة لعدد المنخرطين في الفوج فيقارب ال80 كشافا موزعين على ثلاث وحدات يؤطرهم 10 قادة. - ما هي الأنشطة التي تقومون بها؟ + تختلف الأنشطة التي نقوم بها من فترة لأخرى، هناك ما يتعلق بالجانب الكشفي وتتمثل في تقديم دروس في القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة، حيث نخصص جزءا من القرآن نحفظه شهريا ونقوم بإجراء مسابقة صغيرة وتكريم الفائزين من أجل تحفيزهم على الحفظ، كما نقدم دروس الدعم لهم أثناء فترة الفروض والامتحانات والتي تكون تحت إشراف قادة الفوج، بالإضافة إلى خرجات كل 15 يوما نقوم خلالها برحلة أو نزهة إلى منطقة معينة أين نعمل على تطبيق بعض النشاطات الكشفية التي ندرسها خلال الأسبوع، كما نشارك في إحياء المناسبات الوطنية والدينية وغيرها من الأعياد الأخرى كعيد الطفولة. - وماذا عن أعمالكم الخيرية؟ + بخصوص نشاطاتنا الخيرية فهي تعتبر الشق الثاني من أعمالنا وهي جزء لا يتجزأ منها، لأن من أهدافنا هو تنمية العمل التطوعي في المجتمع، ومن بين الأعمال التي نقوم بها في هذا الإطار نذكر حملات التنظيف التي يبادر بها أعضاء الفوج وتكون أحيانا بالتنسيق مع أفواج أو جمعيات أخرى وتخص هذه العمليات تنظيف الساحات العمومية والمقابر والغابات وغيرها من الأماكن العمومية، كما ننظم حملات للتبرع بالدم لفائدة مرضى المستشفيات، فضلا عن الزيارات الخاصة التي نقوم من خلالها بزيارة المرضى خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية، وإلى جانب كل هذا نحرص سنويا على تنظيم مائدة إفطار للمحتاجين وعابري السبيل ونشارك السلطات البلدية في توزيع قفة رمضان على الأسر المعوزة وكذا توزيع وجبات خفيفة على عابري السبيل و نقوم بالتنسيق مع إحدى الجمعيات الناشطة على المستوى المحلي ونوزع كسوة العيد على الأيتام وكذا الحقيبة المدرسية على التلاميذ المعوزين، علما بأننا وصلنا خلال الدخول المدرسي إلى ما يقارب 200 حقيبة كاملة التجهيز. - إلى ما تهدفون من وراء جل هذه الأنشطة؟ + الهدف الرئيسي والذي أنشئت عليه الكشافة هو تكوين الأطفال والشباب، خاصة وأن الطفل مند نشأته يحتاج إلى عناية واهتمام تبدأ من الوالدين وتتدعم بالمؤسسات التربوية والمجتمع المدني، فنحن طرف من هذه المسؤولية لذ نحرص على أن نكوّن جيلا سليما يعول عليه في خدمة الوطن، كما نسعى إلى أن نكون همزة وصل بين المحتاج والمتبرع وأن نشرك الطفل في الأعمال الخيرية والتطوعية حتى نقوي فيه حب الغير والوطن. - من أين يتلقى الفوج دعمه المالي؟ + بالنسبة للأمور المالية فإننا نسيرها بدعم من المتبرعين والمحسنين، حيث هناك من أهل الخير يدعمون أنشطتنا خاصة الخيرية منها، كما أن قادة الفوج وبعض الأولياء يساهمون في دعمنا لمواصلة عملنا وتحقيق أهدافنا. - هل من مشاكل تعيق عملكم؟ + المشكل الأول الذي يعدّ عائقا لنا وللكثير من الأفواج الكشفية هو عدم الحصول على دعم من السلطات المحلية، خاصة وأننا نعمل في إطار مرخص لكن لا نتلقى أي دعم لا في النقل ولا في أي مجال، كما نعاني من بعض العراقيل الإدارية وهو ما يحدّ من نشاطاتنا الكشفية خاصة الميدانية منها. - نحن على موعد مع البرد، فماذا عن نشاطاتكم الخاصة بهذا الموسم؟ + بمناسبة موسم البرد فإننا نقوم بتوزيع وجبة أسبوعية على المتشردين خاصة الأفارقة ونقوم بتوزيع الملابس والأفرشة عليهم، حيث قمنا بهذه المبادرة السنة الفارطة ونحن الآن نواصل العمل بها وآخرها كانت خلال الأسبوع الماضي الذي صادف أول أسبوع لإنطلاق حملة شتاء دافئ بتوزيع 50 وجبة ساخنة على المتشردين، ونظرا لكثرة العدد فإننا سنشارك مع إحدى المجموعات ونوزع ضعف العدد خلال الأسبوع القادم.. إن شاء الله. - هل ترون أن الكشافة تطورت خلال السنوات الأخيرة؟ + الكشافة الجزائرية من حيث البرنامج والتأهيل ليست ناقصة بل مؤهلة لتحتل المراتب الأولى عالميا، وما ينقصها هو الدعم المالي والاهتمام والإلتفاف حول مشاريعها ونشاطاتها حتى تحقق غاياتها التي تأسست من أجلها، فالطفل الجزائري شغوف بالكشافة ولدينا قادة مؤهلين لتربيتهم وتكوينهم فقليل من التعاون والإرادة يمكننا بلوغ الأحسن. - كلمة أخيرة نختم بها حوارنا.. + أشكر جريدة المشوار السياسي على هده الإلتفاتة الإعلامية الطيبة وأتمنى التوفيق لكم ولجميع من يسعى لخدمة هذا الوطن الذي هو أمانة لنا.