يعمل شباب جمعية سندس الناشطة بدار الشباب الشفة بالبليدة منذ 28 نوفمبر 2011 على إنشاء فضاءات للشباب الموهوب في جميع المجالات، ويظهر ذلك من خلال تنوع نشاطات الجمعية التي تجمع بين العمل الثقافي والترفيهي والخيري، وهو ما أكده محمد عنون، رئيس الجمعية، في الحوار الذي جمعنا به، أين شدّد على ضرورة حمل المشعل لمواصلة مسيرة الأوائل وتحقيق الأهداف المسطّرة من خلال تأسيس هذه الجمعية. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - للجمعية عدة نشاطات تتجسد في النوادي الخاصة بها والتي نذكر منها نادي نجوم الخشبة للفنون الدرامية (المسرح) وهو العمود الأساسي للجمعية ولدينا عدة أعمال فنية منها مقتبسة مثل مسرحية دار عمي الحاج ومسرحية زعيط ومعيط ونڤاز الحيط للمرحوم محمد التوري وقد أنتجنا أعمالا أخرى خاصة، من بينها مسرحية معذبون فوق الأرض ، مسرحية آهات امرأة من تأليف وإخراج عنون محمد وهي تسلط الضوء على ظاهرة العنف ضد المرأة ونحن الآن نقوم بجولات مسرحية بهذا العمل الجديد ولنا ايضا مسرحية ما ينفع غير الصّح وهي من التراث الجزائري وقدمت هذه المسرحية على عمالقة المسرح الجزائري ومن بينهم محي الدين بشطارزي، محمد التوري وكل هذه الأعمال التي تحدثت عنها خاصة بمسرح الكبار. هل هناك نشاطات أخرى خاصة بالصغار؟ - بخصوص الأعمال الموجهة للأطفال، فقد قمنا بتنظيم وتأليف مسرحية بعنوان حامي الطبيعة وهي مسرحية تربوية، فكاهية تحث الطفل وتزرع في نفسه ثقافة المحيط والبيئة. وماذا عن الجانب الخيري والتطوعي من نشاطاتكم؟ - أما عن هذا الجانب، فجمعيتنا تهتم كثيرا بالعمل التطوعي وتسعى الى زرع ثقافة التضامن والعمل التطوعي بين الشباب، وعليه، لدينا ناد اسمه نادي المواطنة ، وهو عبارة عن نادٍ يهتم بالنشاطات التطوعية مثل إقامة حفلات خيرية بالمستشفيات، للمقيمين في فرانس فانون للأمراض العقلية بالبليدة وكذلك في دور الرحمة والعجزة وأطفال المستشفى المرضى بالأمراض السرطانية. كما نقوم بتنظيم عدة حملات تطوعية لتنظيف الأحياء وحتى المساجد وفي مؤسستنا الشبانية، وقمنا بعدة نشاطات تطوعية هذه السنة منها تنظيف وتزيين محيط المؤسسة.. إلخ. قمتم مؤخرا بالمشاركة في حملة لمناهضة العنف ضد المرأة، هل من تفاصيل؟ - نعم، الفكرة جاءتنا باتصال هاتفي من ديوان مؤسسات الشباب لولاية البليدة وقد عرض علينا المشاركة في الأيام التحسيسية الخاصة باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة عن طريق عمل مسرحي، مع العلم أنهم اتصلوا بنا في آخر لحظة يعني لم يبق من المناسبة سوى 20 يوما، واجتهدنا بالبحث في عالم الأنترنت وذلك لأخذ لمحة عن هذه الظاهرة، وفي الحقيقة، اصطدمنا كثيرا بواقع المرأة، وعن إحصائيات بعض المؤسسات الحقوقية، وقد تأثرنا كثيرا بها وهذا ما جعلنا نتحمس كثيرا لإنتاج عمل يبرز معاناة المرأة رغم ان الإسلام أعطى المكانة الحقيقية للمرأة، وعليه قمنا بتأليف عمل مسرحي تحت عنوان آهات امرأة لتوصيل رسالة هادفة مفادها ان المرأة أكرمها اللّه، عزّ وجل، في ديننا الحنيف وان الرسول، عليه الصلاة والسلام، أوصى بالنساء خيرا وقد لقي العرض إعجاب الجمهور. وقد عرضنا العمل في عدت ولايات مؤخرا قمنا بعرضها بقاعة الكازينو بالجزائر العاصمة وذلك بدعوة من رئيسة جمعية قوس قزح وقد تفاعل الجمهور العاصمي بالعرض بطريقة إيجابية. كيف تقيّمون العمل الجمعوي مقارنة بالسنوات الماضية؟ - صحيح نرى ان العمل الجمعوي قد أخذ منحى تصاعدي مقارنة بالسنوات الماضية ويظهر ذلك من خلال تعدّد نشاطات الجمعية، لان الدولة الجزائرية فتحت المجال وأصبحت تهتم كثيرا بالعمل الجمعوي من خلال جعل المجتمع المدني شريكا مهما في التنمية الوطنية ومثال ذلك الندوة الأخيرة للشباب، الندوة الوطنية الاقتصادية والاجتماعية للشباب، والتي كانت تحت رعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية وتحت إشراف وزير الشباب والرياضة. ما مصدر الدعم المتحصل عليه لمزاولة نشاطاتكم؟ - أما بخصوص الدعم لنشاطاتنا، فنحن نتلقى الدعم من مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة وفقط، أما عن مديرية الثقافة، فلحد الساعة، لم نستفد منها اي شيء رغم ذلك، فقد شرفنا ولايتنا في عدة تظاهرات فنية، ثقافية ووطنية، وبهذه المناسبة، أشكر مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة على المساندة الدائمة للجمعيات الشبانية الناشطة ودعمهم المادي وحتى المعنوي المتواصل. هل هناك مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - نعم، هناك عدة عراقيل نصطدم بها مثل أي جمعية في بداية مشوارها من بين هذه العراقيل نقص الإمكانيات التي تجعلنا نزاول نشاطاتنا بصعوبة كبيرة، خاصة في المجال الفني خاصة وان الميزانية الممنوحة لنا لا تغطي حاجيات نشاطاتنا إلا 10 %، ولكن بالعزيمة والإصرار، إن شاء اللّه، نتخطى كل العقبات. وماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - في ما يخص مشاريع الجمعية، هناك مشاريع على المدى المتوسط والمتمثلة في تنظيم أيام مسرحية وبصفة دورية كل سنة باسم المرحوم محمد التوري، وتنظيم مهرجان وطني خاص بأغنية الراب الجزائري، بعد النجاح الكبير الذي تحقق في الطبعة الأولى للمهرجان الولائي الأول للراب الجزائري الذي أقيم من 28 الى 01 نوفمبر 2014 وقد أخذ طابعا وطنيا وذلك بنسبة مشاركة 6 ولايات ب79 مشارك تنافسوا طيلة خمسة أيام كاملة. أما عن المشاريع على المدى البعيد، فإننا نقوم بتنظيم جولات فنية على مستوى تراب الجزائر وحتى خارجها. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على اهتمامها بجمعيتنا وأتمنى التوفيق والنجاح الدائم لهذا المنبر الإعلامي المتميز الذي أتاح لنا هذه الفرصة، كما لا يسعني إلا أن أشكر كل من مديرية الشباب والرياضة بولاية البليدة ومدير المركز الثقافي، عبد القادر الوزري بالشفة، وكل من يساندنا في عملنا الذي يهدف أساسا الى ترقية الحس الفني وسط الشباب، ولكم منّا فائق عبارات التقدير والاحترام.