كشفت صحيفة الغارديان ، أن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية إسقاط الصواريخ التجريبية التي تطلقها كوريا الشمالية مستقبلا. ونقلت الغارديان عن مصادر، أنه على خلفية تصاعد التوتر بين واشنطن وبيونغ يونغ بشأن تجارب الأخيرة النووية والصواريخ الباليستية، فإن وزارة الدفاع الأمريكية تبحث إمكانية شن حرب خاطفة للضغط على بيونغ يونغ ونزع أسلحتها النووية، لاسيما وإن كانت بيونغ يونغ تتطلع لإجراء تجربتها النووية السادسة، هذه الدراسة أبلغ بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الكونغرس مؤخرا، إلا أن الجيش لم يتخذ بعد أي قرار بهذا الشأن. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، أن هذه الإستراتيجية، (إسقاط الصواريخ)، ستتم في حال إجراء بيونغ يونغ تجربة نووية جديدة، في إشارة إلى أن واشنطن ستتخذ إجراءات عسكرية شديدة ردا على أي خطوة تقدم عليها بيونغ يونغ. وكان وزير الدفاع الأمريكي قد حذر بيونغ يونغ خلال زيارته لكوريا الجنوبية هذا الأسبوع، من اختبار عزم وتصميم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن بدوره، عن وضع حد للسياسة السابقة لسلفه أوباما التي كانت تحت شعار الصبر الإستراتيجي. وتابعت الصحيفة أنه ورغم تحذيرات بينس، فإن بيونغ يونغ لم تأبه لتصريحاته، إذ قال وهان سونغ ريول، نائب وزير الخارجية في كوريا الشمالية، ل بي. بي. سي ، إن بلاده ستواصل اختبار الصواريخ على أساس أسبوعي، شهري وسنوي، وسيؤدي أي عمل عسكري تقوم به الولاياتالمتحدة إلى حرب شاملة. ونقلت الصحيفة عن خبراء ومسؤولين سابقين، أن أي إسقاط أمريكي لصواريخ كورية شمالية خلال اختباراتها، من شأنه أن يصعد من خطورة الوضع، وبالتالي، فإن واشنطن، ربما، تعجز عن السيطرة على الوضع، ما سيؤدي إلى عواقب خطيرة ومدمرة لحلفائها في كوريا الجنوبيةواليابان. وفي هذا الصدد، قال إبراهيم دنمارك، وهو مسؤول في البنتاغون: أود أن أرى مثل هذا العمل من التصعيد، لكنني غير قادر على تصور كيف سيكون رد الزعيم كيم جونغ أون على ذلك، وانا قلق من أن يشعر كيم أن عليه الرد كي لا يظهر بمظهر الضعيف . كما أوضحت الصحيفة، أن الجيش الأمريكي لا يبحث الآن استخدام الصواريخ المضادة للطائرات ثاد ، وبدلا من ذلك ذلك سيلجأ إلى استخدام إيجيس وهو نظام الدفاع الصاروخي على متن المدمرة البحرية الأمريكية، أو عن طريق إقناع اليابان باستخدام قدرات الدفاع الصاروخي الخاصة بها ضد أي تجربة جديدة من قبل بيونغ يونغ، فضلا عن أن واشنطن ناقشت إمكانية الرد على تجارب بيونغ يونغ، مع الصين أثناء اجتماع الزعيمين الأمريكي والصيني في ولاية فلوريدا مؤخرا. بدوره، قال غاري روس، المتحدث باسم البنتاغون: إننا نقوم بدراسة مجموعة جديدة من التدابير الدبلوماسية والأمنية، والاقتصادية وكافة الخيارات للضغط على بيونغ يونغ مطروحة على الطاولة، إن برامج الأسلحة غير المشروعة لكوريا الشمالية تمثل تهديدا واضحا وخطيرا للأمن القومي الأمريكي، إذ أعلنت كوريا الشمالية أن هدفها هو ضرب المدن في الولاياتالمتحدة، وكوريا الجنوبية، واليابان . كما نقلت الصحيفة عن بعض الخبراء الإشارة إلى احتمال قد يعقد الأمر وهو إمكان أن تخطئ منظومة إيجيس الهدف أثناء اعتراض وإسقاط الصاروخ الكوري ما يزيد التوتر، الأمر الذي عقّب عليه باتريك كرونين، مدير أول برنامج الأمن (آسيا والمحيط الهادئ) في مركز الأمن الأمريكي الجديد، قائلا إن أي فشل أمريكي في إسقاط صاروخ من شأنه أن يعطي كوريا الشمالية شعورا بالنشوة. كما يخشى خبراء من أن التجهيزات الأخيرة التي تدخلها كوريا الشمالية في صواريخها التي تعمل بالوقود الصلب، وبعض المنظومات المتطورة لبيونغ يانغ ربما لا يتيح للأمريكيين الوقت الكافي للكشف عن الموجة المقبلة من إطلاق الصواريخ. فضلا عن ذلك، فإن كثيرين في الإدارات الأمريكية السابقة بحثوا مسألة إسقاط أي إطلاق صاروخي من قبل بيونغ يونغ، إلا انهم تراجعوا بعد النظر في العواقب المحتملة والعدائية من كوريا لشمالية والتي لا يمكن التنبؤ بها.