" لا نريد نصائح كلينتون والجزائر تمتلك سيادة ديبلوماسية عكس تونس والمغرب" انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون النصائح التي قدمتها كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون للجزائر مؤخرا واعتبرتها تدخلا وضغطا على الجزائر، وأوضحت أنها لم تتهم أي حزب إسلامي بتلقي تمويلا من الخارج إنما طالبت الدولة بالتحقيق في تمويل الحملة الانتخابية بصورة عامة، وقالت إن النواب يتمتعون حاليا بامتيازات كبيرة مفرطة مطالبة بإعادة النظر في هذه الامتيازات. لم تهضم لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال طبيعة "النصائح" التي قدمتها كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها قبل أيام للجزائر، واعتبرت المتحدثة لدى استضافتها أمس في منتدى جريدة "المجاهد" هذه النصائح تدخلا في الشأن الداخلي الجزائري وضغطا عليها، وقالت أنه لأمر غريب أن تقول كلينتون أنها "كانت بالأمس في تونس واليوم في الجزائر وغدا في المغرب وستقول نفس الكلام" لأن الأوضاع في البلدان الثلاثة تختلف عكس ما تظن كلينتون، مشيرة أن في الجزائر مسار مقاوماتي وسيادة اقتصادية ودبلوماسيية تختلف عما هو في البلدين المذكورين لذلك "لا نريد نصائح كلينتون". وتساءلت حنون عن المكانة التي تريدها كلينتون للجزائر؟ لترد أن حزب العمال مع حق الشعوب في الحرية والديمقراطية لكن دون أي تدخل من الخارج، "وإذا كانت كلينتون تريد النموذج القطري أو الليبي أو التركي فإننا نقول لها لا".ورأت حنون أن نصائح السيدة كلينتون غير مقبولة لأنها في الحقيقة تدخلا في شؤون الجزائر، فهي تريد فقط أن يكون الاقتصاد الجزائري تابعا للاقتصاد الأمريكي، وتريد التدخل في شؤون المجتمع المدني وهذا شيء غير مقبول. كما انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال في ذات السياق مطالب الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي الخاصة بوحدة مغاربية على النموذج الأوربي معتبرة ذلك موتا بطيئا، وانتقدت موقف تونس من الأزمة السورية قائلة انه متناقض فإن كانت لا تريد تدخلا أجنبيا في الشأن السوري فلماذا تستضيف مؤتمر أصدقاء سوريا الذي هو في الحقيقة مؤتمرا "لأعداء سوريا" والذي يمهد لخيار التدخل الأجنبي في الشأن السوري، مثمنة في هذا الصدد موقف الجزائر الرافض لأي تدخل، وعدم مشاركتها في المؤتمر المذكور. بالنسبة لموضوع الساعة عندنا اعتبرت حنون الضمانات المقدمة لنزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة غير كافية وأبدت تحفظات عدة منها أن الفريق المؤطر لهذه الانتخابات يعود إلى سنة 1995 وقد مرت عليه عدة مواعيد انتخابية وقام بالتزوير فيها لذلك طالبت بتغيير هذا الفريق، كما انتقدت قيام الوزراء المرشحين باستغلال الوسائل العمومية لأغراض انتخابية. ووصلت حنون بعد ذلك لمسألة تعتبرها خطيرة وذات أهمية كبيرة وهي التمويل الغامض للحملة الانتخابية وبهذا الخصوص أوضحت أنها لم تتهم أي حزب إسلامي بتلقي تمويلا من الخارج إنما تساءلت عن فحوى زيارة ثلاثة قادة لأحزاب إسلامية إلى قطر في هذا الظرف بالذات، علما أن هذه الدولة مولت أحزابا من نفس التوجه في كل من تونس ومصر، وأضافت أنها طالبت الدولة بالتحقيق في التمويلات الغامضة للحملة الانتخابية بصفة عامة وليس بالنسبة للأحزاب الإسلامية فقط كما روج لذلك البعض. كما تساءلت حنون عن مصدر الملايير التي تصرفها الأحزاب الجديدة في مؤتمراتها التأسيسية وهي لم تظهر بعد للوجود، مطالبة بالتحقيق في المال الوسخ الذي قالت انه ليس مسألة هامشية كما يظن البعض بل مسألة جوهرية لأنه خطر على الممارسة السياسية. وعلى خلاف بعض الأحزاب اعتبرت المتحدثة التيار الإسلامي حقيقة واقعية في بلادنا لكنه لا يملك الأغلبية، مشيرة أن الأحزاب الإسلامية الموجودة حاليا لا يمكنها تشكيل الأغلبية أو كتلة كبيرة مهما تحالفت، وبالتالي فإن التخويف بالإسلاميين غير مبرر.، مستبعدة في ذات الوقت التحالف مع أحزاب تنتمي لما يوصف بالتيار الديمقراطي واصفة البعض منها بالرجعية. وفي مسألة أخرى انتقدت الأمينة العامة لحزب العمال الامتيازات التي يتمتع بها نواب البرلمان قائلة أنها كبيرة ومفرطة وغير مبررة، مشيرة أن التقاعد المضمون لكل من يدخل البرلمان ولو لعهدة واحدة غير دستوري مطالبة في هذا الشأن بمراجعة هذه المسألة، كما انتقدت الحصانة المفرطة الممنوحة للنواب الذين حسبها يمرون فوق كل شيء.