خلاف حول جدول الأعمال بين فرقاء الأفلان يعتزم معارضو الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني المشاركة في دورة اللجنة المركزية للحزب التي ستعقد الثلاثاء القادم، مهما كانت الظروف ويؤكدون على أن الدورة تتضمن نقطة واحدة ووحيدة فقط في جدول الأعمال هي انتخاب أمين عام للحزب، بينما يؤكد عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام والاتصال أن جماعة بلعياط تجاوزتها الأحداث والصندوق لن يخيف الأغلبية. قبل أقل من أسبوع عن عقد الدورة العادية للجنة المركزية للأفلان لا يزال الغموض يلف ظروف عقد هذه الأخيرة، بينما بات في حكم المؤكد، أن معارضي الأمين العام عمار سعداني مصمّمين على حضور الدورة مهما كانت الأحوال، ومبررهم في ذلك أن حضورهم ليس بيد أحد بل بيد القانون، بينما يؤكد الطرف الآخر أن الانضباط جزء من العمل الحزبي وهو لا يعني الإقصاء، وأن الأغلبية تنظر في الوقت الحالي لمستقبل الحزب فقط وليس لأي شيء آخر. وعندما سألت النصر عضو المكتب السياسي المكلف بقطاع الإعلام والاتصال السعيد بوحجة حول مدى صحة بعض المعلومات التي تقول أن مساع تبذل للتقريب بين الجناحين من أجل حضور دورة اللجنة المركزية والتزام الهدوء رد قائلا" لا توجد أي مساع في هذا الاتجاه، الأمور تسير بشكل عاد والأغلبية داخل اللجنة المركزية مع المضي نحو المستقبل، وهي تفضل المصلحة العليا للحزب على المصالح الذاتية، لكن هناك بعض الإشاعات وبعض التحركات التي لا تخدم أحدا". ويؤكد بوحجة في هذا السياق، أن جماعة عبد الرحمان بلعياط "تجاوزتها الأحداث"، ورفض التعليق على ما ستقرره لجنة الانضباط، لكنه أوضح أن الانضباط جزء من العمل الحزبي وهو شيء ايجابي ولا يعني الإقصاء. وحول عدم الاتفاق على جدول الأعمال حيث يصر محدثنا على أنه يتضمن نقطتين فقط هما المصادقة على مقترحات الحزب بخصوص تعديل الدستور، وتنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر العاشر، بينما يعتبر الطرف الآخر أن جدول الأعمال يتضمن نقطة وحيدة فقط هي انتخاب أمين عام جديد للحزب، أوضح بوحجة يقول "لا ندري أن كان سيتم اللجوء إلى الصندوق خلال الدورة أم لا لكن الصندوق لا يخيف الأغلبية" وبالنسبة إليه فإن أقصر الطرق لإنجاح دورة اللجنة المركزية تتمثل في سلك الطرق السلمية و الانضباط، مؤكدا على أنه من الأحسن للجميع تغليب المصلحة العليا للحزب، وشدّد على أن المناضلين سواسية أمام القانون، وأن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر هي أفضل إطار لجمع الشمل وتوحيد الصفوف. في المقابل، يصر عبد الرحمان بلعياط المتحدث باسم المعارضين لعمار سعداني على أنهم سيشاركون في دورة اللجنة المركزية يوم 24 جوان الجاري، وقال في تصريح للنصر أمس حول المشاركة في الدورة" هذا حقنا حسب القانون وحضورنا ليس بيد أي كان إنما بيد القانون" وأضاف أن الحزب في أوضاع تتطلب من كل أعضاء اللجنة المركزية الحضور الملتزم والنشط". وبالنسبة لمحدثنا، فإن دورة اللجنة المركزية ستفرض نقطة وحيدة في جدول الأعمال هي انتخاب أمين عام للحزب، وهو الشيء الذي لم يحصل – حسبه - منذ نزع الثقة من الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم في 31 جانفي 2013، وقال أن "الالتئام المرتقب في 24 جوان سيكون فاصلا وحاسما". وردا عن سؤال يتعلق بعدم إدراج نقطة انتخاب أمين عام جديد للحزب في هذه الدورة، رد بأن جدول الأعمال الذي يتحدث عنه المكتب السياسي مجرد اقتراح وأن اللجنة المركزية سيدة وهي التي تفرض جدول الأعمال. بلعياط الذي كشف أنه لم يستلم بعد دعوته لحضور دورة اللجنة المركزية، أوضح أنه حتى في حال تجميد عضويته من طرف لجنة الانضباط فإنه سيحضر، و قال" كم عدد المحالين على لجنة الانضباط هم قلة لكن أغلبية الأعضاء بين 170 إلى 200 سيحضرون" واعتبر أن لجنة الانضباط لا تزال تستغرق وقتها في المسائل الإجرائية ولم تعقد لحد الآن أي مداولة ولم تتخذ أي قرار، وخلاصة القول بالنسبة لمحدثنا أن "السحر سينقلب على الساحر في 24 جوان الجاري".وحسب بعض المصادر حسنة الاطلاع، فإن عبد الرحمان بلعياط زار قبل أيام القيادي في الأفلان عبد القادر حجار سفير الجزائر بتونس بمقر إقامته بتونس، ويكون قد اتفق معه على حضور دورة اللجنة المركزية، لكن لا يعلم أحد لحد الآن ما تخبئه هذه الدورة عدا اتفاق الجميع على حضورها.