انطلقت أشغال الدورة ال41 للندوة الأوروبية للدعم و التضامن مع الشعب الصحراوي في نهاية ظهيرة أمس الجمعة بمدينة فيلانوفا (برشلونة) بحضور عدد هام من البرلمانيين و ممثلين عن حكومات العديد من البلدان و كذا جمعيات صديقة مع الشعب الصحراوي. و تميزت جلسة الافتتاح بوقفة تكريمية لروح الرئيس الصحراوي الراحل محمد عبد العزيز تم خلالها عرض فيلم وثائقي حول حياة و مشوار هذا الرمز الذي يجسد شعبا كاملا. و قدمت أرملة الرئيس خديجة حمدي في هذا الإطار مداخلة قصيرة أبرزت فيها الحب الذي كان يكنه الرئيس الراحل لشعبه و عزمه على النضال سلميا حتى يسترجع بلده حريته. و قالت في هذا الصدد أن محمد عبد العزيز "كرس حياته خدمة لشعبه" مضيفة انه "كان يؤمن بدور الحركة الدولية لدعم القضية الصحراوية التي ستشهد آجلا أم عاجلا مخرجا لها و بالدور الذي تلعبه الجزائر في هذه المسألة إلى جانب دور البلدان الإفريقية". و من جهة أخرى تدخل رئيس التنسيقية الاسبانية لجمعيات أصدقاء الصحراء الغربية خوسي تابوادا خلال الجلسة الافتتاحية مؤكدا أهمية هذه الندوة و الرسائل التي تنوي حملها إلى المجتمع الدولي. و ذكر بأن "الحركة التضامنية الاسبانية لن تتوقف أبدا عن مرافقة نضال الشعب الصحراوي حتى يسترجع حقوقه و على اسبانيا-كما قال- استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية". و أكد السيد تابوادا أن لاسبانيا فرصة في ديسمبر المقبل عند ترأسها مجلس الأمن الاممي ل"تصحيح ظلم و أخطاء الماضي من خلال العمل على دفع نقاش فعلي من شأنه التوصل إلى تحديد تاريخ لتنظيم استفتاء تقرير المصير و توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) إلى مراقبة حقوق الإنسان. و من جهته أوضح ممثل المجموعة البرلمانية الاسبانية من أجل السلام في الصحراء الغربية د. أورتيغا أن "اسبانيا مسؤولة عن احتلال المغرب للأراضي الصحراوية و أن حل هذا النزاع الذي يدوم منذ أربعين سنة يجب أن يمر حتما بتنظيم استفتاء تقرير المصير و السماح بالتالي للشعب الصحراوي بممارسة حقه الأساسي المتمثل في تقرير مصيره". و نوه رئيس الندوة الأوروبية لدعم و التضامن مع الشعب الصحراوي بيار غالان بدوره بالحركة التضامنية الدولية مطالبا بتنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. كما طالب اسبانيا بإعادة الأمور إلى نصابها من خلال تحمل مسؤولياتها التاريخية داعيا المجتمع الدولي إلى تبني مواقف تتوافق مع القانون الدولي و لوائح الأممالمتحدة. و ندد السيد غالان من جهة أخرى بالمناورات التي يحاول المغرب من خلالها حجب الاهتمام عن هذه القضية الصحراوية من خلال افتعال قضية لزعيم جبهة البوليزاريو و الرئيس الحالي مثلما يفعل أي نظام استعماري". و ذكر على سبيل المثال بأن "نالسون مانديلا رمز النضال و المقاومة في جنوب إفريقيا كان يعامل في فترة معينة من نظام الابرتايد كالإرهابي". و ذكر رئيس اللجنة الوطنية لدعم الشعب الصحراوي الدكتور سعيد عياش بموقف الجزائر الثابت تجاه هذه المسالة. و قال في هذا الصدد أن "الجزائر ستبقى وفية لمبادئها و سترافق الشعب الصحراوي في نضاله إلى غاية استرداد حقوقه طبقا للشرعية الدولية". و من جهة أخرى أكد نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني مرزاقي رامي في تدخله بعد الإشادة بالفقيد الراحل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أن "الجزائر ستظل أرضا للحرية و الثوار و لن تنقطع عن دعمها للقضية الصحراوية". و أضاف أن "الوقت قد حان بالنسبة "للمجتمع الدولي لتعجيل تنظيم استفتاء و حماية المدنيين الصحراويين و تحرير كل السجناء السياسيين". و تميزت جلسة افتتاح هذا الحدث بمداخلة رئيس المجلس الوطني الصحراوي خاطري الدوح الذي أوضح أن الدورة ال41 للندوة الأوروبية لدعم و التضامن مع الشعب الصحراوي هي"حدثا دوليا يبين بعزم متجدد قوة و استمرارية و حجم حركة التضامن مع كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية و الاستقلال". و قال انه بعد أكثر من 41 لم تنطفئ شعلة المقاومة لدى الشعب الصحراوي" مؤكدا أن "قناعة و ثقة الصحراويين في الانتصار تتعزز عل مر الأيام و دائرة التضامن مع عدالة كفاحهم تتوسع أكثر فأكثر". و أوضح السيد خاطري بعد ذلك أن "الصحراويين لا يعارضون العلاقات بين اسبانيا و المغرب و لكن اسبانيا 2016 ليست اسبانيا 1975 و لا مبرر لعدم تصحيح الخطأ". تتواصل أشغال اليوم الثاني من للندوة الأوروبية لدعم و التضامن مع الشعب الصحراوي في شكل ورشات ستقدم في نهاية اليوم نتائج أشغالها قبل قراءة البيان الختامي لهذه الدورة ال41".