يحتفل سكان ولاية الأغواط بالمولد النبوي الشريف بإحياء عادة متوارثة مميزة تختصر في ما هو متعارف على تسميته ب "الميلودية" و الذي تشكل رصيدا دينيا وتراثيا لا زال يحتفظ به المجتمع الأغواطي. وبعد سنتين من الإنقطاع عن هذه الإحتفالية الإجتماعية بسبب تفشي جائحة كورونا, تعود الإحتفالات مجددا ب "الميلودية" في المساجد في أجواء دينية عطرة. وأشار الشيخ لخضر عبد الحفيظي, إمام مسجد مبارك الميلي بالأغواط, أن منذ اليوم الأول من شهر ربيع الأول وبعد أداء صلاة المغرب يجتمع الكبار و الصغار في كل مساجد الولاية من أجل الإحتفال بالمولد النبوي باعتماد برنامج احتفالي متنوع. ومن ضمن فقرات هذا البرنامج تقديم دروس دينية تذكر بالسنة النبوية المطهرة, وبخصال وشمائل رسول الله صلم, وإنشاد مدائح دينية من بينها قصيدة "البردة" للإمام البصيري والتي مطلعها "مولاي صلِّ وسلم دائما أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم" ويرددها الأطفال في جو إيمانية تجمع بين التعليم وترسيخ الإحتفال بهذه المناسبة الدينية, إلى جانب تنظيم مسابقات دينية و فكرية بين الأطفال تختتم بتتويج الفائزين ليلة المولد النبوي الشريف. ومن مظاهر "الميلودية" كذلك, حرص العائلات الأغواطية على تبادل الزيارات للتهنئة بالمولد النبوي الشريف, حيث يجتمع أفراد العائلة في المنزل لتبادل التهاني مع الأقارب والأصدقاء مع تنظيم حلقات لتلاوة القرآن الكريم. وضمن تلك الأجواء الإحتفالية بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين أيضا, توزع كؤوس الشاي والمكسرات للضيوف, بالإضافة إلى صنع الحلويات التقليدية في المنازل من بينها "المسمن" و "البقلاوة" وغيرها. ومن ضمن الاحتفال بالمولد النبوي, إعداد مأدبة عشاء من طبق "الكسكسي" التقليدي الذي يكون مرصعا بقطع من لحم الغنم, يجتمع حولها جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء, كما تمتلئ المائدة بتشكيلة من الحلويات التقليدية والعصرية و المكسرات تسمى محليا ب" الدراز". ويتم كذلك ليلة المولد النبوي الشريف إعداد البخور و توزيعه في كل ركن من أركان البيت, و إعداده بطريقة تقليدية بوضعه في إناء كبير به جمر مشتعل خارج المنزل, إضافة إلى إشعال الشموع وعادة ما يكون عدد الشموع بعدد أفراد العائلة.