لا أدري من أين جاءتني فكرة حيزية؟ عادة أعرض الموضوعات على رئيس التحرير قبل البدء في كتابتها، أحيانا وهي مجرد فكرة. هذ المرة لم افعل لأني أصلا لم أفكر في الموضوع الذي فرض نفسه عليّ. قمت في منتصف الليل، في حالة غريبة بين النوم واليقظة. جاءتني حيزية (...)
عدت من قريتي نحو وهران سعيدا وحزينا في الوقت نفسه بعد قصة أيقظتني بسرعة من سبات الثقافة. قصة بدأت بمقالة وانتهت بتهديدات معلنة ومبطنة. كان يفترض أن تكون زيارتي لبلدية باب العسة خاطفة لكنها استمرت أكثر مما تصورت. التقيت بأهل قريتي والقرى المجاورة (...)
سألني رئيس تحرير جريدة الجمهورية الأستاذ محمد الصالح، بمحبته الاعتيادية، إذا كان لدي موضوع يشغلني للكتابة عنه. قلت له نعم. سأكتب عن متحف وهران، الذي يبدو أنه أصبح قبرا حقيقيا. قصة هذا المتحف قصة. زرته العديد من المرات، وفي كل مرة أخرج أكثر حزنا. آخر (...)
الكلمات الصغيرة ترفع من الإنسان أو تقهره،هذه المرّة أعانتني أكثر مما كنت أتصور، كنت في قاعة التحرير، كما العادة عندما أهرب من الجامعة نحو الجريدة، أترجم نصا عن الثقافة ودورها في تماسك الشعوب، من جريدة لوموند الفرنسية، فجأة شعرت بظل عرفته من وقفته. (...)
لا نواجه إلا الشعب الذي خلقناه على مدار قرابة النصف قرن. لقد تألم الشعب الليبي كثيرا وعانى مصائب المظالم والتقتيل المجاني في غياب أي رادع قانوني. فانغلقت كل أبواب العقل والرصانة والتأمل والتنظيم. هذا الوضع بمقولة دونتون لصديقه روبيس بيير، شريكه في (...)
ماذا تقدم لنا اليوم الصور الاستثنائية التي تبثّها القنوات العربية من ميدان المعارك العربية من أجل الديمقراطية؟ صور تصنع أحاسيسنا وشعورنا ووعينا؟ كيف تقودنا نحو موقف محدد دون غيره بدون أن تُخترق بالفعل النقدي...
*
لأننا نأخذها كرديف للحقيقة (...)
منحتنا الثورات العربية أكثر من مكسب، من ذلك طريقة جديدة في التوثيق والجري وراء الحقيقية من خلال الصورة الملتقطة بالموبايل، أو ما يمكن تسميته بالإعلام الشعبي.
*
لم يعد الجانب التقني فيها هو المحدد لقيمتها ولكن ما تحمله الصورة من شهادة ضد ما (...)
أولا: في منهجية القراءة
تواجهنا في قراءة هذه النصوص مجموعة من الأسئلة المبدئية لا يمكن تفاديها مطلقا، وهي أسئلة تمتلك مشروعيتها من مبدأ تفرضه الموضوعية· موضوعية القراءة، خصوصا عندما يكون المدروس يقع خارج حقل التداول المعرفي الذي يوحي به النص، أي (...)