لن تكون مداخلتي هذه عن الروحانية بمفهومها السَّائد أو التقليدي الذي يضعها مباشرة في مواجهة المادية أو في صدام مع كل ما هو جسدي – حسي كما درجنا على ذلك. لن تكون، بمعنى ما، انخراطا في النقاشات والمواقف المكرورة التي تستثمرُ في تلك القسمة المكرسة منذ (...)
لا يعودُ الحضورُ التكفيريّ المشهديّ لرئيس جبهة الصحوة السلفية الجزائرية زيراوي حمداش إلى القضية المُثارة مؤخرًا حول الصحفي والروائي كمال داود فحسب. فقد سبقت ذلك دعواتٌ أخرى كثيرة كان أبرزها دعوته، العام الماضي، إلى إحراق كتب ومُؤلفات أدونيس بتهمة (...)
اختلافي مع كامو سياسي لا أخلاقي
صديقي الكبير الأستاذ عبد القادر،
أجدُني مُلزما، أولا، بواجب التنويه بالمستوى الرَّاقي والعالي الذي تمثلهُ كتاباتك ونقاشاتك وتدخلاتك الفكرية. وأكادُ أقول إنَّ هذا المُستوى ينعدمُ في الجزائر اليوم ولا نكادُ نعثرُ له على (...)
صديقي الكبير ألبير،
رأيتني مدفوعا إلى مُخاطبتك مُباشرة بنوع من المُحاورة التي أريدُ أن أقول فيها كلاما كثيرًا بينما تلتزمُ فيها، أنت، بالصمت الذي طالما سحرك ورأيتَ فيه جوهرَ العالم. رأيتني مُلزما، أيضا، بمُعانقة وحدتك الصعبة العالية، ومُحاولة (...)
رسالة إلى ألبير كامو (شذرات)
صديقي الكبير ألبير،
رأيتني مدفوعا إلى مُخاطبتك مُباشرة بنوع من المُحاورة التي أريدُ أن أقول فيها كلاما كثيرًا بينما تلتزمُ فيها، أنت، بالصمت الذي طالما سحرك ورأيتَ فيه جوهرَ العالم. رأيتني مُلزما، أيضا، بمُعانقة وحدتك (...)
سيادة الوزير الأول،
وجدتُني مدفوعا دفعا، باعتباري مُثقفا جزائريا ورجل تربية وتعليم، إلى أن أعلقَ قليلا على خطابكم الأخير أمام مسؤولي التربية الوطنية في مبادرة لفحص عوائق تدهور التحصيل العلمي عند تلامذتنا وطلبتنا تحضيرًا للدخول المدرسي القادم. ونحنُ (...)
مشى مع الجُموع في المسيرات حاملا لافتاتٍ تطالبُ بإسقاط النظام. احتلَّ معهم السَّاحات العامة منتظرًا رحيل رأس النظام الفاسد القمعيّ لينبلجَ فجرُ الحرية والكرامة والديمقراطية والمُواطنة. وأخيرًا، سقط النظام ورحلَ الرئيس. جاء العهدُ الجديد: ستحل (...)
ما الذي يشلّ العالم العربي - الإسلامي إلى هذا الحد؟ ما هي الكوابح؟ لماذا كل هذا التحنّط خارج التاريخ، وبعيدًا عن مغامرات الإنسان في أنسنة العالم وتغييره؟ ما هذا الزمن الثقافي / العقليّ الراكد؟ ما هذا السّحرُ الذي يمثّله الماضي عندنا، ولماذا لا (...)
" ما الذي، فينا، يَنشدُ الحقيقة؟ "
نيتشه
ما الذي يشلّ العالم العربي – الإسلامي إلى هذا الحد؟ ما هي الكوابح؟ لماذا كل هذا التحنّط خارج التاريخ وبعيدًا عن مغامرات الإنسان في أنسنة العالم وتغييره؟ ما هذا الزمن الثقافي / العقليّ الراكد؟ ما هذا السّحرُ (...)
نودّ أن نتحدّث، هنا، عن عوائق الدمقرطة والديمقراطية أمام العقل الإسلامي، في هذا الظرف التاريخي الذي نعيشه والذي يُحتم علينا أن نجابه مشكلات مُجتمعاتنا بصورة بصيرة.
فمن الواضح أن غليان السياسة الراهن والتوتّر الإيديولوجي بين الشرق والغرب، إضافة إلى (...)
نستطيع أن نقرأ الانتفاضات العربية الأخيرة باعتبارها إنجازا سياسيا في المقام الأوَّل، أتاح الإطاحة بأنظمة حكم فاسدة ومستبدّة وتابعة لم تحقّق التنمية الشاملة، ولم تحترم حقوق الإنسان ولم تصن الاستقلال الوطني بكل أوجهه.
لقد كانت- بمعنى ما- انقلابات (...)
قد يَعُود البَرابرة...
أحمد دلباني
1
كان لنا أن نرى التاريخ يصنعُ عن كثبٍ في العالم العربيّ. كان لنا أن نقلّصَ من هامش حُضور المُستحيل في أبجديَّات وُجودنا وتفكيرنا. هذا أمرٌ شديدُ الأهمية بذاتِه. إن عودة الرُّوح إلى الذات الجماعية مُؤشرٌ على أن (...)
في نقد النظام الثقافيّ العربي
أحمد دلباني
1
تحدَّث، مرَّة ً، الفيلسوفُ الألماني فريدريك نيتشه (-1844 1900)
F. Nietzsche عن العائق الكبير الذي ظل يأسرُ الفكرَ الغربي، لقرُون ٍ، في المَاورائيَّات وُيبقيه بعيدًا عن الانفتاح على عالم الصَّيرورة (...)
أحمد دلباني
1
لقد حانت سَاعة الحسم: لا عاصمَ اليوم من أمر الثورة والتغيير. الطوفانُ سيكتسحُ كلَّ شيء. وسَيستيقظ تنينُ التاريخ على دربنا برُؤوسهِ السَّبعة. ولكن شأن الأنظمةِ العربية المُتحفيَّة هُو كشأن ابن نوح: قد تأوي يائسة ًإلى أيّ جبلٍ أو ملاذٍ (...)
كتَبْنا قبل أشهر نتساءلُ عن غياب مفكرٍ بحجم البروفيسور الراحل محمد أركون عن الفضاء الثقافي وساحة النقاش الفكري في الجزائر اليوم· وكان تساؤلنا يصبُّ في مجال الوعي بضرورة استحضار العقل النقدي والعُدة المعرفية الطليعية من أجل ممارسةِ النقد الجذري لراهن (...)
يمثل البروفيسور الكبير الراحل محمد أركون (1928-2010) أحد أبرز المفكرين الذين تنطحوا لمساءلة الموروث الإسلامي والوضع الإسلامي من زاوية نقدية مفتوحة، وحاولوا - انطلاقا من ذلك - اجتراح آفاق الممكنات التي يتيحها النقد الطليعي من أجل الخروج النهائي من (...)
1
من المؤكد أن المفكر العربي الراحل نصر حامد أبو زيد مثّل - إلى جانب طائفة من المفكرين النقديين العرب - وجها بارزا من وجوه طليعة نقدية حاولت اختراق أسوار الممنوع والتابو العقلي والثقافي في حياتنا· إنه مفكر جابه الانغلاق الفكري وسلطة المقدس والموروث (...)
1
يمثل الأستاذ الراحل محمد عابد الجابري، برأينا، آخر المثقفين والمفكرين القوميين العرب الذين عرفوا كيف يخرجون من جبة العقائديات القديمة وينفتحون على النقد وعلى مراجعة الموروث من منطلقات غير إيديولوجية وغير مذهبية· إنه مفكر قومي من دون تصلب عقائدي؛ (...)
يمثل الأستاذ الرّاحل عمر البرناوي (1935 -2009) أحد رجالات الثقافة في الجزائر المستقلة. إنه - بدون أدنى شك - وجه طبع بحضوره المتميز النشاط الثقافي والأدبي لعقود خلت في بلدنا
وهو أيضا، برأينا، من الشخصيات التي تلفت الانتباه بحضورها أكثر مما تلفته (...)
يحتل الكاتب الفرنسي ألبير كامي A.Camus(1913-1960) موقعا هاما في السجال النقدي الدائر حول الأدب الأمبريالي وعلاقة الغرب الاستعماري ببلدان الجنوب· كما يحتل مكانا خاصا في الأدبيات النقدية التي تروم الكشف عن البنية اللاشعورية للوعي الكولونيالي في القرن (...)
إن الخطاب الإسلامي المعاصر غارق كليا في مناخ الانتفاخ وتلفعه نزعة الأسطرة من طرفه إلى طرفه· إنه، بكل بساطة، خطاب لم يتح له أن يقطع المسافة الإبستيمولوجية النقدية الضرورية من أجل إدراك شروط انبثاقه بوصفه نتاجا لمخيال اجتماعي جبار واقع تحت صدمة (...)
تختلف النصوص الحداثية سردية كانت أو شعرية عن غيرها من النصوص السابقة(الكلاسيكية) في كونها لا ترمي إلى الإيصال المباشر أو الإخبار ، بقدر ما تروم التلميح والإشارة· فهي نصوص تغادر أرضية الفهم المتاح ، لتحلِّق في سماوات التأويل المستعصي خاصة على الذائقة (...)
إنه يقترح المساءلات الأكثر جذرية من أجل خلخلة أنظمة التصور العتيقة التي خلفت لنا أنظمة لاهوتية وفكرية للاستبعاد المتبادل• من هنا، ينفتح الفكر الأركوني على أكثر منجزات الفكر المعاصر طليعية في مجالات القراءة والحفر الذي لا يتوانى في الذهاب بعيدا في (...)