عسيرة هي الولادة، ولادة الحروف المستحيلة كما الفجر يلد النهار، يطارد الليل، ببطء شديد كما النار الخفيفة تشوي بتأن تلافيف مخي المتعب، يا حرفا عشقت، يا كتابة أحببت، إلام العذاب؟
يوم ميلادي، كان عذاب أمي، عذابي أنا جيلالي فإلام العذاب؟ إلام الحياة، قد (...)
الليلة ستكون، بالتأكيد ليلة بيضاء أخرى، كم من ليال بيض قضيتها في حياتي؟ الليلة الأولى؟ هل كانت ليلة 9 سبتمبر العام 1954 هي الليلة البيضاء الأولى في حياتي المشؤومة، ليلة عذابي الطويل أم كانت ليلة 20 أبريل العام 1952 ”رائحة الكلب”، هي ليلة شقائي (...)
هو ذا البحر يقبل، أو بالأحرى، بدا لي كذلك، إذ كان، في الواقع، ينبسط بكل شساعته الأسطورية كما تجثم الصحراء هناك على مشارف قريتي (السوايك) النائية الآن، خلف مرتفعات جبال الجنوب. الفرق الوحيد في المنظر قد يكمن في تلك الميوعة المترجرجة التي ما فتئت تدفع (...)
كانت المرحومة أمي شاعرة، لم تكن تقاليد القبيلة البالية تسمح للفتيات الجميلات باجتياز عتبة المساجد أو المدارس في جزائر عشرينيات القرن العشرين، من سوء حظ أمي أنها ولدت في العام 1915، كانت القبيلة قد ”ضاعفت ضراوتها” على حد تعبير الأديب العظيم كاتب (...)
”لمن أكتب اليوم وقد انطفأت عينا أمي؟” كان ذلك الظلام الذي يستحيل وصفه، كونه آت من عالم آخر لا يمكن للإنسان أن يعرفه، كان قد سلب أمي، وسلبني في نفس اللحظة من ذلك النور المنبثق من القرّتين العسليتيْن المشوبتيْن بخيوط زرقاء تميل إلى الإخضرار، كانت (...)
كان رشيد بوجدرة، من بين كل أصدقائي الكتاب، هو الذي انتبه إلى أني أكتب، على راحة كفي، كل ”الأمور المستعجلة التي أخشى نسيانها، كانت ذاكرتي ولا تزال في صراع دائم مع النسيان”.
كان الشعر هو الذي كاد أن يقضي على ”الكتابة على الراحة”، ذلك أنه ”داهمني” وأنا (...)
لم يختر الشيخ الأكبر ابن عربي صحراء دمشق حبا في شساعتها أو مناخها، وإنما فضلها لخلوها من ”الوشاة” وابتعادها عن العلماء ”المزيفين” ومن تبعهم من الطامعين في نيل ”حظوة” لدى هذا الحاكم أو ذاك ولو على جثث العلم والعلماء... ولو بتحريك الدين وكلام (...)
لم يختر الشيخ الأكبر ابن عربي صحراء دمشق حبا في شساعتها أو مناخها، وإنما فضلها لخلوها من ”الوشاة” وابتعادها عن العلماء ”المزيفين” ومن تبعهم من الطامعين في نيل ”حظوة” لدى هذا الحاكم أو ذاك ولو على جثث العلم والعلماء... ولو بتحريك الدين وكلام (...)
ذكر ابن العماد في كتابه ”شذرات الذهب” أن ابن عربي كُرِّم في ”قونيه” كما لم يكرم في بلاد غيرها.
وكان الملك كيكاوس الأول يعتبره شعلة بين علماء الإسلام في بلاده.
هذا القول لا يزال صالحا حتى أيامنا هذه، فعلماء الإسلام الأقداذ يلاقون النكران ويدخلون (...)
ذكر ابن العماد في كتابه ”شذرات الذهب” أن ابن عربي كُرِّم في ”قونيه” كما لم يكرم في بلاد غيرها.
وكان الملك كيكاوس الأول يعتبره شعلة بين علماء الإسلام في بلاده.
هذا القول لا يزال صالحا حتى أيامنا هذه، فعلماء الإسلام الأقداذ يلاقون النكران ويدخلون (...)
جوّل الشيخ الأكبر ابن عربي لفترة طويلة بين الأندلس والمغرب ثم قرر السفر إلى المشرق، فمر بالمغرب الأوسط (الجزائر حاليا) ولم يقم به إلا قليلا ثم توقف بتونس لمدة سنة (598 هجرية)، بالرغم من هذه الإقامة الطويلة نسبيا إلا أن ابن عربي لا يذكر الكثير عن (...)
كان خال ابن عربي الثاني، أي الخولاني، زاهدا ورعا، قال عنه الشيخ الأكبر (في الفتوحات المكية - ج2 - ص 23) (1): "كان خالنا أبو مسلم الخولاني، رحمه الله، من أكابرهم: كان يقوم الليل، فإذا أدركه العياء، ضرب رجليه بقضبان كانت عنده، ويقول لرجليه: "أنتما أحق (...)
كان الشيخ عبد الرحمن الجيلالي من أثقف الفقهاء الذين عرفهم الوطن العربي في القرنين العشرين والواحد والعشرين، فقط أتقن اللغة الفرنسية ودرس الفلسفة، الموسيقى والشعر حتى أن بعضهم قال "إن عبد الرحمن الجيلالي من أحسن عازفي العود في الجزائر".
إلى جانب هذا، (...)
ذات يوم من أيام أكتوبر العام 1984، التقيت أنا والكاتب الجزائري الكبير مرزاق بقطاش المرحوم الشيخ عبد الرحمن الجيلالي (1904 - 2011) أمام عمارة مكتبي بالمؤسسة الوطنية للكتاب (سابقا) في شارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة.
كنت أنا والأستاذ مرزاق بقطاش (...)
"في الصالون السابع عشر للكتاب" المنعقد بالعاصمة من 22 إلى 29 سبتمبر 2012، كانت مبيعات "الكتاب التاريخي" على رأس قائمة "الكتب الثقافية" المباعة، وقد نالت دور النشر الفرنسية حصة الأسد من الربح في هذا الميدان، ذلك أن المثقفين الفرنسيين أو غيرهم من (...)
الطائفية تتجذّر، اليوم، في البلدان المسلمة الناطقة باللغة العربية، وقد تضاعفت حدة هذه "الطائفية" بعد سقوط عدد من المستبدين كصدام حسين، معمر القذافي، حسين مبارك وزين العابدين بن علي.
كان هؤلاء المستبدون يحضنون بيض الطائفية كإناث الطيور الجارحة، في ظل (...)
بعد توقيع "إتفاقيات إيفيان" طلبت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من الأطباء الجزائريين والأوروبيين الذين كانوا في تونس أن يتطوعوا للعمل بمستشفيات الجزائر العميقة.
تطوع الكثير من الأطباء للعودة إلى الجزائر بالرغم من جو الرعب الفظيع الذي كانت (...)
في سبتمبر 1945، احتدم نقاش سياسي وفكري كبير في كل أرجاء إنجلترا، شاركت في هذا الجدال أغلب النخب الإنجليزيين سواء تلك التي كانت في سدة الحكم أو تلك التي كانت حرة كالمفكرين والمبدعين والاقتصاديين والمحللين السياسيين المنتمين لصحف إنجلترا الكبرى. دار (...)
كان الأستاذ الدكتور روبرطو طوسْكِيلَس رائدا في علم النفس المؤسساتي. فهو الذي وضع الأسس الأولية لعلاج الأمراض العقلية عن طريق خلق جو عائلي واجتماعي يملأ بالحنان والمعاملة الحسنة عالم المرضى بالجنون أو الانهيار العصبي.
درسَ عنده في سان ألبان (...)
يعتبر الأخضر الإبراهيمي بالنسبة للعالم شمعة من الشموع التي أوقدتها ثورة أول نوفمبر 1954، إنه مازال نشطا يحاول حل أكثر المشكلات السياسية تعقيدا في العالم، فذلك دليل على أن ثورة الجزائر العظيمة ماتزال نبراسا يحتذى به في "توحيد كلمة الشعوب من أجل (...)
كم بلغ عدد الفارين من الجيش الفرنسي فيما بين 1954 و1962؟ صعب أن تجيب عن هذا السؤال، ذلك أن الكثير من أولئك الذين رفضوا الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي أيام الثورة الجزائرية هم أناس بسطاء في الغالب وأسماؤهم ليست مشهورة، الشيء الوحيد الذي كان يقودهم (...)
مع بداية سنة 1956، انظم أغلب المؤمنين ب "استقلال الجزائر" إلى الثورة، كانت نسبة "الأوروبيين" لا يستهان بها. كان من بينهم الشيوعي والمسيحي واليهودي، بعضهم استشهد في الجبال إلى جانب إخوانه الجزائريين والبعض الآخر ساند جبهة التحرير وجيشها بالمال (...)
الحلقة الثالثة
كان الشاعر والمناضل الكبير مفدي زكريا يكتب المقال الصحفي منذ منتصف عشرينيات القرن العشرين، ذلك أنه صادف في تونس وهو طالب "أبو اليقظان" الذي كان يشرف على أولى المجلات العربية الجزائرية، فيها نشر مفدي زكريا أولى قصائده ومقالاته. لقد سبق (...)
لقد قاوم الجزائريون الغزاة الفرنسيين منذ أن وطئت أقدام أوائل جنودهم أرض سيدي فرج في غبش فجر 05 جويلية من سنة 1830 غير أن المقاومة الوطنية كانت مبعثرة ومتفرقة حتى في ... الأفكار.
ذلك أن الأتراك الذين كانوا يحكمون ”أيالة الجزائر” منذ 1516 خذلوا (...)
سبق لي أن قارنت الفكر "الصنْديني" لدى دانيال أورتيغا أول رئيس ينتخب ديمقراطيا (1984) في نيكاراغوا بالفكر الوطني لدى حكام الجزائر المستقلة الذين استندوا ولايزالون إلى مرجعية "الدولة- الأمّة" كما وضع أسسها الأولى الأمير عبد القادر.
غير أن رأي مفكرنا (...)