يوم بعد رحيل المناضل عبد الحميد مهري، وعند ساحة القدس بحيدرة، لا يتعب شرطي المرور في توجيه الناس إلى بيت الفقيد، ويكتفي بالقول: ''اتبع اتجاه السيارة ستجد نفسك عند البيت''، ويبدو أنه ألف الحركة منذ مساء اليوم السابق، حيث توافدت الجموع المعزية. الساعة (...)
رغم أنها مصنفة كدائرة إدارية يرأسها والي منتدب، إلا أن مدينة براقي لم تتخلص لحد الآن من تركة المساكن القديمة التي هي أقرب إلى ''القيتوهات'' منها إلى بيوت حقيقية يعيش فيها المرء بكرامته· لقد انفجر الوضع في الحي قبل أسبوع من الآن، بعد كثير من (...)
''نحن خائفون''، يؤكد سكان العمارة، ''أرضية صالون بيتي تفيبري (تهتز)''، يقول أحدهم ثم يضيف: ''تعالوا معي لتقفوا على الحقيقة بأنفسكم''· هو الخوف الذي يتكلم عنه السكان يتسرب إلى الزائرين، حيث الأرضية تبدو غير مستقرة بالفعل ويمكن أن تقع بمن فيها على (...)
لا يختلف إثنان بخصوص التدهور الكبير الذي باتت تعاني منه المدن الجزائرية، بما فيها العاصمة وكبريات المدن التي كانت، إلى غاية فترة ماضية، مفخرة الجزائر تُذكر أسماؤها ضمن أهم مدن حوض المتوسط، والحال ينطبق كذلك على المدن الداخلية، التي بدورها كانت تحافظ (...)
ارتفاع أسعار الكباش، مع اقتراب عيد الأضحى، لا يخضع فقط لاعتبارات النحافة والسمنة، بل تلعب السلالة دورا حاسما في الأمر· ومع ''بورصة'' سوق الحميز شرق الجزائر العاصمة، بدا واضحا أن سلالة أولاد جلال (ولاية بسكرة) متفوقة على سائر السلالات الأخرى القادمة (...)
حي الأعمال بباب الزوار، بدأت معالمه تتضح يوما بعد يوم، والورشات المفتوحة هناك بدأت نتائج عملها تظهر للعيان، ولم يعد الطريق إلى هناك مقطوعا أمام السيارات الخاصة، مع افتتاح مركز باب الزوار للتسوق والتسلية، الأول من نوعه في الجزائر والذي شهد إقبالا (...)
مع تراجع قيمة آلات التصوير القديمة، انتشرت في السوق الجزائرية، كاميرات للتصوير الفوتوغرافي ذات الاستعمال الواحد، مبنية على الاحتيال، وبالموازاة مع ذلك بدأت قيمة الصورة الفوتوغرافية كفن في انهيار مع استيلاء الهواة عليها أصبح التصوير ''مهنة من لا مهنة (...)
إلى عهد قريب، كانت سلسلة مطاعم ''السان ميزون'' بالجزائر العاصمة، الشعبية المتخصصة في اللحوم البيضاء المشوية على الجمر، يجلب لها زبائن من مختلف البقاع، لكن الأمر تغيّر الآن وتحوّلت تلك المطاعم إلى مجرد محلات مغلقة يحافظ بعضها على تلك اللافتات (...)
أصبحت بلدة حمام ملوان وجهة مفضلة للكثير من السيّاح المصطافين في هذا الفصل الحار، وهي المنطقة التي كانت قبل عشر سنوات محرّمة وتحت سيطرة عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة، حيث يلتقي ماء نهر الشريعة البارد العذب بماء ''سيدي سليمان'' الحار والمالح، وحيث (...)
اقترب موعد المونديال، ومعه بلغت تجارة الأقمصة والأعلام والأغاني الرياضية مداها· ورغم أن الموعد العالمي يتكرر كل أربع سنوات، إلا أن هذه المرة له طعم خاص، فقد شهد عودة محاربي الصحراء إلى حظيرة الكبار·الجزائر العاصمة في يوم صيفي·· هدوء وترقب، على بعد (...)
على بعد أقل من عشرين يوما من بداية المونديال، تزداد وتيرة تحضيرات المنتخبات المشاركة في النهائيات، وبالمقابل يتزايد صداع المواطن الجزائري وحيرته والكثير من الجزائريين لم يحسموا أمرهم بعد في كيفية متابعة هذه النهائيات التي يشارك فيها المنتخب الوطني (...)
''هم·· هم''، ''أشرب واهرب''، ''القط بس بس''··· وغيرها من الأسماء لمحلات تجارية، اشتهرت بغرابتها، ولئن كان لكل عنوان قصة، فإن القصة الكاملة لتلك التسميات تحيل إلى أحداث تاريخية معينة، كما تحين إلى فوضى لغوية، وغرابة ميول أصحابها الذين عملوا (...)
يسمونه سوق الأغنياء أو "marché des riches "، وإن كان مفتوحا في كل وقت لجميع الناس بدون استثناء، فلا يقدر على أسعاره إلا أصحاب الطبقة العليا من الأغنياء والمسؤولين ورجال الأعمال والأثرياء الجدد، أما ''الزوالية'' فيكتفون بالنظر ولا ينصح لذوي المشاعر (...)
الذاهب إلى تندوف ليس كالعائد منها، ففي الحالة الأولى يكون المرء محملا بالكثير من الأسئلة والأفكار المسبقة، وفي الحالة الثانية يعود وقد اكتشف مجتمعا ينبض بالحياة وعادات جميلة، ومع كؤوس الشاي المتوالية يسمع حياة ''هدارة'' الطفل الذي عاش مع النعام، (...)
ثلاثون بيتا لثلاثين عائلة ما زال أهلها يعيشون في قلب مقبرة سيدي يحيى بين حي حيدرة البورجوازي وبئر مراد رايس، ورغم الوعود المتكررة والتأكيدات الرسمية على ألسنة مسؤولين كبار، فلا شيء يوحي ب ''الرَحلة'' التي تأجلت سنين طويلة·
على بعد أمتار قليلة من (...)
تشهد ''بورصة لمحارق'' في حي ''جامع ليهود'' أسفل القصبة انتكاسة حقيقية هذه السنة، وعلى بعد أيام قليلة جدا من ليلة المولد النبوي الشريف، يبدو المشهد كئيبا مقارنة بالسنة الماضية مثلا عندما كان يبدأ مهرجان تفجير المفرقعات قبل ليلة الاحتفال بحوالي شهر (...)
إذا كنت في يوم شتوي بارد، وتبحث عن لقمة ساخنة تدفئ أمعاءك، فلن تجد أفضل من ''ملك اللوبيا''، في شارع طونجي الشهير، غير بعيد عن ساحة الأمير عبد القادر من جهة، والولاية حيث كان مقر شوفاليي حاكم الجزائر زمن الاحتلال الفرنسي، من جهة أخرى· لكن احذر أن (...)
لا يحتاج السفر من بيروت إلى طرابلس الشرق إلى أكثر من ساعة زمن على متن حافلة، لكن السفر من هذه المدينة إلى تلك يشبه السفر في الزمن، فيه الكثير من التفصيل والمتاهات التاريخية والجغرافية··
طريق مدينة طرابلس الشرق، عاصمة محافظة شمال لبنان انطلاقا من (...)
بين الجزائر العاصمة بجنوب المتوسط إلى صور بشرقه، لا تبدو الملامح مختلفة كثيرا، وهناك الكثير من التقاطعات التاريخية والجغرافية، لكن المرور من تلك المدينة إلى تلك يمر بتفاصيل يتعلق الكثير منها بمدينة بيروت التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في عصرنا هذا حتى (...)
عندما رحل ألبير كامو عن عالمنا في السادسة والأربعين من عمره، لم يكن يعلم أن البيت الذي سكنه في حي بلكور الشعبي سيؤرق مالكه الجديدة مصطفى، الذي لم يره مرة في حياته، لكن أشباحه تطارده مع كل زائر جديد يبحث عن ذكرى صاحب ''الغريب '' و''الطاعون ''، وعلى (...)
هناك من يهوى تربية الكلاب، وهناك من يحترف بيعها، وللكلاب سوق معروفة في الجزائر العاصمة يقصدها الناس من كل مكان، وعندها بإمكانك الاختيار بين مختلف السلالات الأصيلة والمهجنة، وعن الأسعار لا تسأل كثيرا فهي ليست في متناول الزبون الزوالي·
نعم يوجد سوق (...)
لم يكن سيدي يحيى قبل سنة 2000 سوى مقبرة وولي صالح، وممر يؤدي من جهة إلى حيدرة، ومن جهة أخرى إلى بئر مراد رايس ومساكن كولونيالية قديمة ومجرى يصب في وادي كنيس تحت هضبة العناصر، لكنه أصبح، حاليا، قلب الجزائر العاصمة الذي لا ينام ومحج للأثرياء الجدد، (...)
شارع وادي كنيس، أسفل هضبة العناصر، حيث يظهر مبنى قصر الثقافة من بعيد، وتحت أسلاك التليفيريك الذي مازال معطلا إلى أجل غير مسمى، ما تزال محلات بيع الأثاث القديم، تقاوم انقراض حي رويسو العريق، الذي كان مليئا بالمساكن القديمة، لكنه الآن لا يحتوي إلا على (...)
مع الارتفاع القياسي والمذهل لدرجة الحرارة في معظم المناطق الجزائرية واقترابها من الخمسين، هناك من تكون معاناتهم مضاعفة، إنهم باعة أكلة الشوارما الذين تجبرهم طبيعة عملهم على الوقوف أمام فرن ملتهب، في ذلك الجو الطبيعي الاستثنائي، ومن قلب معاناتهم (...)