الفارق بين الصراع العربي الإسرائيلي التاريخي وبين شكل الصراع الذي ولجت إليه منطقة الشرق الأوسط منذ هجمات السابع من أكتوبر 2023 وما تلاها من حرب إسرائيلية بمنحى إبادي متواصل على غزة، وما تمخّض عنها من نزاع في الشمال مع حزب الله، من أول حرب المشاغلة (...)
الإطاحة الشبابية الشعبية بالشيخة حسينة واجد في بنغلاديش من طائفة الأحداث التي تختزل على الفور في مشهد جموع ساخطة تجبر حاكماً متسلّطاً على الفرار.
بالمطلق، ليس في التعطّش إلى مشهد الجموع «وقد عزمت وحصدت» ما يُلام عليه المرء. إنما المشكلة، عند كل (...)
ليس من الضرورة أن تعقد العزم على الدخول في حرب كي تجد نفسك بالفعل وقد انخرطّت فيها. فالحرب لا تشترط إرادة احترابية متساوية بين طرفين، بين عدوين أو أكثر، ثم قد تزيّن لك حساباتك أنك اكتفيت من الحرب بشيء منها. مواقعة تعود من بعدها إلى المرابطة على تخوم (...)
نبتعد يوماً بعد يوم عن النظام الدولي الذي وضعت إرهاصاته في مؤتمر يالطا (فبراير 1945)، عندما اجتمع «منتصرو» الحرب العالمية الثانية الثلاثة جوزيف ستالين وفرانكلين روزفلت ووينستن تشرشل ولم تكن الحرب قد انتهت بعد.
يومها جرى التغني بتلاقي «الديمقراطيات (...)
لا تتساوى قيمةً ولا أثراً كل أنواع النقد المسدّد للمتعارف على تسميته «بسياسات الهوية». فمنها ما يتجاوز حدّ المفاصلة مع حيثيات بناء السياسة على الهوية، ويغدو مسعاه تبديد مفهوم الهوية نفسه، أو أقله التداعي الى اخراجه تماما من كل تأثير على الحقل (...)
بعد سلسلة من الأعمال المشتركة التي عزّزت مكانتهما على خارطة الفكر اليساري لمطلع هذا القرن، يوسّع الفرنسيّان، الفيلسوف بيار داردو وعالم الاجتماع كريستيان لافال الدائرة هذا العام، بإشراك هود غيغين، الآتية من الفلسفة، وبيار سوفيتر، عالم الإجتماع، فيخرج (...)
عندما يكون الواقع كابوسيّاً بهذا القدر الذي تجثم فيه الكوارث المُرسَلة على صدور الناس في بلد كلبنان يصيرُ الإفلات منه بالتصالح مع أمر وعدم الإسترسال في آخر. أمّا التصالح فمع فكرة أنّ المحنة طويلة وستستهلك بأقل تقدير عقداً من الزمن.
فليس هناك نكبة من (...)
يُجَرّبُ اللبنانيّون في هذه الأيام نهايةً للعالم من طرف واحد. أو لنقل نهاية العالم في بلد واحد. انهيار مالي واقتصادي لا يبدو أنه يستعجل الالتزام بقعر يرتطم به، ويظلّ راغباً في الهبوط إلى ما هو أسفل. سفالة قلّ نظيرها تطبع حرباً اجتماعية حقيقية لتدفيع (...)
إذا ما قارنا خارطة البلدان البلقانية وكيف تبدّلت في كل جيل، منذ نهايات الحقبة العثمانية وإلى انهيار الوحدة اليوغوسلافية وما أعقب ذلك من حروب ومآس، وبين التبدلات التي طرأت على خارطة المشرق العربي في موازاة ذلك، فترة بفترة، منذ أفول الدولة العثمانية، (...)
لئن كانت الحداثة بمجملها مبنية على خيبة مستدامة، الخيبة من «انفكاك سحر العالم» إذا ما استعدنا مقولة رائد علم الإجتماع الألماني ماكس فيبير، أي الخيبة من رؤية الأشياء من حولنا تتحرّك بالحسابات الباردة والدقيقة لا بالتعاويذ وطلاسم السحر، كذلك هو حال (...)
اتخذ مضمار «تاريخ الأفكار السياسية» مسارين متناقضتين تماماً في النصف الثاني من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي.
اندفع أحدهما مع قزحيا برلين (1909-1997)، وفي غمرة الحرب الباردة، للذهاب بعيداً في المعادلة بين «الشموليتين»، الشيوعية والنازية، والتفتيش (...)
«البربرية: دليل استخدام»: هذا ما اختاره المؤرخ البريطاني الراحل اريك هوبسباوم (ت 2012) كعنوان لمحاضرته في ندوة منظمة العفو الدولية «آمنستي» عام 1994. ثمّة في هذا العنوان، وفي هذه المحاضرة، عناصر من شأنها أن تسعف زاوية النظر في حركة الإحتجاج والعصيان (...)
لم يسبق في الأزمنة الحديثة ان كان نضوب أسباب الشرعية معضلة كونية الى هذا الحد، ولو تفاوت مداها بين الأمم. فعوامل التصدّع ومظاهر الترهّل في النظم السياسية – والعقود الاجتماعية التي تحيل اليها – موغلة ونافرة على امتداد الكوكب، انما بتراتبية لا يجوز (...)
سواء تعلّق الأمر بعدم توفّر الشروط الموضوعية السانحة لها من الأساس لتوطيد قاعدة تراكمة للتحوّل الديمقراطي في المنطقة العربية، أو تركّزت المشكلة على توقّفها في منتصف الطريق ما بين الجرأة على الكفاح والجرأة على النصر، فقد أمكن محاصرة موجة 2011 -2013 (...)