عندما يجمع الحب بين قلبين تنهار الحواجز مهما بلغت لتتوج هذا الحب بالرباط المقدس، وعندما يكون صاحب أحد هذين القلبين الأمير وليام ولي العهد البريطاني وابن الأميرة الراحلة ديانا أميرة قلوب العالم يتحول هذا الحدث من واقع ليكون أشبه بفليم سينمائي. يبدو أن الأمير وليام الابن الأكبر للأمير تشارلز والأميرة الراحلة ديانا ورث عن أبيه القلب المحب، وفي الشهر ذاته الذي توج فيه أبيه قصة حبه التي استمرت 35 سنة، شهد العالم بأكمله في أفريل 2011، تتويج أحدث قصة حب ملكية في القرن الحادي والعشرين، والتي جمعت بين قلب الأمير وليام وكيت ميدلتون لأكثر من تسع سنوات. بدأت القصة عندما أسرت كيت قلب الأمير الشاب أثناء دراستهما معا في جامعة “سانت أنروز" باسكتلندا عام 2001، وفي مارس 2002 جذبت كيت أعين وليام عندما كانت تشارك في عرض أزياء خيري، حيث قال لصديقه إنه يعتقد أنها جميلة، وفي سبتمبر من العام نفسه انتقل الرثنان إلى منزل للطلاب مع بعض الأصدقاء الآخرين، وبدأت الشائعات تقوى حول بداية ميلاد قصة حب بينهما، وحمت أسوار الجامعة، العلاقة من عيون الصحافيين رغم كل الشكوك والتوقعات إلى أن حصلت جريدة “SUN" البريطانية على صورة لوليام وكيت، وهما في إجازة يتزلجان سويا فكان التأكيد الرسمي الأول للعلاقة، إلا أن الأمير وفي نفس العطلة صرح للصحافة بأنه لا يرغب بالزواج قبل سن الثامنة والعشرين أو الثلاثين. تخرج الإثنان في نفس الحفل من جامعة “أندروز" في عام 2005 بحضور أسرتيهما، حيث حصل وليام على درجة الماجستير في الجغرافيا وحصلت كيت على درجة الماجستير في تاريخ الفن. وبدأت وسائل الإعلام المختلفة تهتم بالتقارب بين كل من وليام وكيت وحضورها العديد من المناسبات الملكية بدعوة شخصية من الأمير، مثل حفل تخرجه كضابط جيش في ساندهيرست عام 2006. ولكن الرياح أتت بما لا يشتهي الحبيبان، حيث انفصلا في 2007 لفترة وجيزة، وصرح عدد من أصدقائهما المقربين أن سبب الانفصال هو شعور كيت بأن وليام لم يعد يبدي اهتماما بها، فقد كان الأمير يستمتع بحياته بصحبة فتيات أخريات. ولكن الفراق لم يدم طويلا لأن سلطان الحب أقوى، وعاد الحبيبان للظهور معا، وقام وليام بدعوة كيت في العديد من المناسبات الملكية بشكل متكرر، مما دعا وسائل الإعلام إلى التنبؤ بتحول هذه العلاقة إلى التزام رسمي، وهو ما تم بالفعل في أكتوبر 2010، واختار وليام موقعا ساحرا ورومانسيا على منحدرات جبال “روتندو" الكينية ليطلب من ميدليتون أن تتزوجه، وأهداها خاتم الخطبة الذي يعود إلى والدته الأميرة الراحلة ديانا، قائلا: “هذا خاتم زواج والدتي.. ولذلك فإنه بالطبع خاص جدا بالنسبة لي.. وكيت الآن غالية جدا بالنسبة لي.. ولا يوجد أفضل من ربط الاثنين معا". تلا ذلك الإعلان عن تحضيرات زفاف القرن الحادي والعشرين، وتبادل وليام وكيت العهود التي كانت آخر من دخل الكاتدرائية قبل دقائق من بدء المراسم. وترجلت من سيارة رولز رويس لتكشف أخيرا عن فستان العرس الذي كان “سرا من أسرار الدولة" قبل هذه اللحظة. أمام قرابة ألفي ضيف في الكنيسة في مراسم تابعها أكثر من ملياري مشاهد عبر شاشات التلفزيون وعلى الأنترنت، وفي بلدة سان أندروز الإسكتلندية الصغيرة حيث التقى وليام وكايت قبل عشر سنوات تجمع الآلاف معتمرين القبعات العالية للرجال والمزينة بالزهور للنساء على أنغام الكمان للاحتفال بزواج ابنة بلدتهم.. لتتوج قصة حب بدأت في الجامعة وانتهت في قصر باكنغهام، بحفل زفاف أسطورى يعد الأغلى في التاريخ حيث كلّف 80 مليون جنيه إسترليني، وسط حضور أعضاء العائلة المالكة البريطانية وعلى رأسهم الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا وزوجها فيليب والأمير تشالز والد العريس وزوجته كاميلا ومايقرب من 2000 من الرؤساء والملوك والأمراء المشاهير من مختلف أنحاء العالم في حين احتشد مئات الآلاف من المشاهدين في الشوارع لمتابعة الحدث. عرف هذا الزواج باسم “زواج القرن" من بعد 30 سنة من زواج الأمير تشارلز والراحلة الأميرة ديانا.