صدر للباحث الجزائري القدير عمارة ناصر كتاب جديد بعنوان/الفلسفة والبلاغة/ بعد كتابه الأول عن اللغة والتأويل عن منشورات الاختلاف والدار العربية للعلوم· يبحث المؤلف في موضوع ربط الفلسفة بالبلاغة عبر مفهوم الحجاجية، وهي إن صح التعبير أسلوب في إسناد الكلام بالحجج، وفيها قوة لإظهار الحقيقة عبر الخطاب· هي فن الوجود· فالحجة قبل أن تكون شكلاً بلاغياً في نسق اللغة، هي شكل يمرّ عبره قول وخطاب وينغرس فيه إصغاء لكلام الحقيقة· يقسّم الكتاب بحثه الذي استند الى العديد من المصادر والمراجع، الى ثلاثة فصول· يبدأها بالحديث عن البلاغة ووظائفها وعن المسافات البلاغية، وأسلوبها، والعلاقة بين البلاغة والحقيقة، وعن تقويض البلاغة· في الفصل الثاني يشرح العلاقة بين الأسلوب المتداول والفعل اللغوي، وبين المنطق واستعمال الحجة، وبين البلاغة الممكنة والبلاغة المتكاملة، وينتهي بمنطق اللغة الطبيعية· في القسم الثالث وهو حجاجية الخطاب الفلسفي، يبحث المؤلف في الحجة ومستويات استعمالها في الكتابة الفلسفية، كما يناقش موضوع الفلسفة وبواسطة البلاغة· يحمل الكتاب نظرة فلسفية مميزة، عبّر عنها بتحليل نظري فلسفي من وعلى أرض الواقع، يخلص فيه الى استنتاج مفاده أن مبررات الفلسفة كضرورة بالنسبة للحياة الاجتماعية والمسيرة العملية، هي مبررات المطالب الاجتماعية نفسها التي تجتمع فيها، بصفة غير قابلة للذوبان أو الانفصال، أبعاد إنسانية جمالية وأخلاقية ودينية·· كما أن قيمة النظرية الفلسفية ليست في قيمة الموضوع بل في قوة تبريرها لطرحها له·