الصيغة الأولى أول صيغة كانت من تلحين الملحن المناضل محمد التوري الذي كون مجموعة من الفانين تعمل بالإذاعة، حيث ضرب موعدا في منزل مفدي زكريا الكائن ب 04 شارع رابح قرامدي بحي القبة، فشرع مفدي رفقة التوري في تلقين المجموعة النص الأدبي مدا وقطعا، وضبط مخارج الحروف ثم شرح معاني المفردات والتدريب على الجمل منغمة حتى تبلور النشيد· وكانت النتيجة أن الصيغة اللحنية بدت غير مقنعة، فهي لا ترقى إلى مستوى النص الشعري، لذا طلب من مفدي بحكم علاقته الطيبة بالوسط الفني والأدبي الذهاب إلى تونس لإعادة الصياغة· الصيغة الثانية التقى مفدي بالملحن التونسي الكبير محمد التريكي، الذي قام بجهد كبير في وقت قصير، حيث استعان بفرقة موسيقية من استوديو الإذاعة التونسية، غير أن القيادة رفضت هذا اللحن لأن وضع لحن لكل مقطع من المقاطع الخمس يجعل من ''قسما'' خمسة أناشيد وليس نشيدا واحدا· الصيغة الثالثة بعد إلقاء القبض على مفدي زكريا بمنزله رفقة مناضلين آخرين، استمرت رحلة تطوير لحن النشيد، حيث طُلب من الموسيقار الكبير المصري محمد فوزي ذلك، والذي لحنه بدون مقابل، رغم معارضة رئيس قسم المغرب العربي إذاعة صوت العرب على أن محمد فوزي المعروف بتلحين الأغاني العاطفية غير مؤهل لتلحين أناشيد ثورية· الملاحظة الهامة التي سجلها بن حميدة أثناء تلحين النشيد هو حذف المقطع الثالث ''يا فرنسا قد مضى وقت العتاب''، وأرجع سبب ذلك -حسب رأيه- إلى شروع مصر وقتها في المفاوضات مع فرنسا· الصيغة الرابعة وفيها تم إضافة المدخل الحماسي من طرف الموسيقار ''هارون الرشيد''، وتولت الفرقة الرسمية للحرس الجمهوري بعدها إعادة الصياغة واللحن خاصة بعد اعتماد النشيد دستوريا في دستور 1963 الذي نص في مادته 75 على النشيد الوطني مؤقتا هو قسما، وسيتولى قانون غير دستوري تحديد النشيد الوطني مستقبلا·