في حين أعلن الاتحاد الأوروبي عن اجتماع سيعقد في بروكسيل يوم الثلاثاء القادم للدول الست المعنية بالتفاوض مع إيران حول الملف النووي، أرسل الأعضاء الستة والأربعون في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب التابع للكونغرس الأمريكي في الأسبوع الماضي رسالة للرئيس أوباما يحثونه فيها على تسليط مزيد من الضغوط على إيران كي تتراجع عن برنامجها النووي. أكدوا في تلك الرسالة اعتقادهم أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران "لم تغير شيئاً في مساعي هذا البلد المتواصلة للحصول على قدرات نووية". وذكر النواب في البيت الأبيض بأن "الرئيس روحاني الذي سبق أن خدم كمفاوض لصالح البرنامج النووي غير المصرح له، أعلن دعمه لطموحات إيران النووية في أول مؤتمر صحفي له بعد الانتخابات." ومن ثم، فهم لا يرون فيه شخصية معتدلة بالنسبة للسياسة النووية. ينقسم المشرعون في واشنطن قسمين بشأن هذا الموضوع. يرى بعضهم أن النظام الإيراني يستخدم روحاني للتمويه على الولاياتالمتحدة وحلفائها، وتسويق "وجه الاعتدال" لكسب الوقت، في حين يواصل تنفيذ نفس الخطة النووية دون أن يحيد عن أهدافه. عبرت عن هذا الاتجاه بالخصوص السيدة إيليانا روس ليتينين (جمهورية عن فلوريدا) التي تترأس لجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب. ويعتقد آخرون أنه سيكون من الخطأ عدم تجربة التفاوض مع روحاني، وقد كتبوا كذلك رسالة إلى أوباما يوصون فيها باستخدام جميع الوسائل الدبلوماسية المتاحة لإعادة الحياة للمحادثات مع إيران، محذرين من أي عمل قد يبدو وكأنه موجه ضد روحاني، ومؤكدين على ضرورة أن تكون العقوبات موزونة بطريقة تكفل في النهاية حصول تنازلات من إيران. ويقود هذا التيار شارلز دنت (جمهوري عن بنسيلفانيا) وديفيد برايس (ديمقراطي عن كارولينا الشمالية). ويدعم هذا الاتجاه النائب الديمقراطي المسلم (عن مينسوتا) كيث إيليسن. وتحاول كل مجموعة التأثير على قرار البيت الأبيض، في الوقت الذي كشف فيه معارضون إيرانيون في المنفى عن موقع نووي سري يقع في أنفاق تحت جبل قريب من مدينة دامفند التي تقع على بعد 70 كلم شمال شرق طهران. ويبدو أن العمل في الموقع بدأ منذ 2006 بحفر الأنفاق الأولى وقد تم مؤخراً استكمال أربعة مستودعات خارجية. الخلاصة: هل يكون لروحاني دور في نزع الفتيل أم أنه مجرد "موظف سامٍ" في خدمة البرنامج؟