ما زال حماري يعاني من الزكام ولم يحالفه الشفاء على الرغم من كل الأدوية التي تناولها وكل الأعشاب التي بخر بها لكنه بقي يعاني.. وحتى أستفزه قلت له البلاد كلها مريضة وأنت محظوظ لأنها تتماشى مع الوضع العام. قال ناهقا.. أنت تشمت في مرضي. قلت.. أبدا، أنا قلت إنك مواطن صالح لدرجة أنك مرضت حتى تتضامن مع مؤسسات الدولة المريضة. قال ساخرا.. أنا مصاب بالزكام وهي ما بها؟ قلت.. المؤسسات تعاني من الكوليرا والطاعون. قال مندهشا.. يا لطيف أمرها صعب. قلت.. هذا حال من يسلم أمره لغيره. قال.. الزكام أحسن بكثير إذن؟ قلت.. طبعا، وهل تريد أن يكون مصيرك مثل مصير الدولة لا طبيب يداويها. قال ناهقا.. الدولة تعرف دواءها لكنها لا تريد. قلت.. هل هناك من يفضل المرض؟ قال.. طبعا لأن السلطة ترى في العلة ما لا تراه في الصحة. قلت.. يا حماري دعك من التشويش. قال.. لا أشوش لكني أصف حالا غريبا. قلت.. أهل السلطة أدرى بشعبها. قال.. المشكلة أن الأمور بدأت تفلت. قلت.. تخمينك عجيب ومتى كانت السلطة غير قادرة على اللعب؟ نهق نهيقا مستفزا وقال.. راقب الأمر وستعرف كل شيء.