قلت لحماري الذي كان يغط في نومه.. هيا انهض ألست معنيا بالدخول الاجتماعي كل الناس يقضون أمورهم وأنت ما تزال نائما؟ قال ناهقا.. أي أمر هذا الذي تريد أن أقضيه؟ قلت.. افعل مثل الناس. قال.. لست متمدرسا حتى أذهب للمدرسة ولا عاملا حتى ألتحق بمكان عملي ولا حتى سياسيا أبدأ في ضرب الشيتة ولا مسؤولا أخاف على ضياع أطماعي ومصالحي. قلت.. إذن، من أنت؟ قال.. أنا أعيش على الهامش مثل أغلب الناس. قلت.. لكن الشوارع ممتلئة والناس الذين تتكلم عنهم نهضوا وخرجوا لرزقهم. قال ساخرا.. أتكلم عن البقية يا عزيزي. قلت.. البقية الكسولة مثلك التي تتهم السلطة بالعجز وهي تمثل العجز بعينه. قال.. دعني أنام لا شغل لي ولا مشغلة لماذا تريد أن تستفزني. قلت.. لأن البلاد نص نص وأنت وأمثالك نائمين. قال.. حتى لو استفقنا ماذا يمكن أن نفعل في رأيك؟ قلت.. أكيد لا شيء. قال ساخرا.. إذن لماذا تصر على نهوضي. قلت.. على الأقل حتى ترى ما يرى. قال.. أعرف كل شيء ورأيت كل شيء ولا أريد أن أزيد شيئا. قلت.. الهروب إلى الأمام. قال.. وأنت تريد التخلاط وفقط. قلت.. نم فالبلاد على الرغم من حركيتها إلا أنها في سبعين نومة.