اهتمّت بالأدب والكتابة منذ نعومة أظافرها، تكتب لنفسها بالدرجة الأولى وكأنها تبوح للورق بما ليس لديها القدرة على البوح به علانية، وتكتب لكل شخص تخالجه نفس مشاعرها..هكذا تحدثت الروائية حجازي زواوية من النعامة ل "الشعب"، عن خطواتها وبداياتها في مجال الكتابة. حجازي زواوية من بلدية النعامة، متخصّصة في طب الأسنان، ترعرعت في بيت يعنى بالأدب والشعر، فلطالما سمعت والديها يردّدان أبياتا أو اقتباسات أثناء حديثهما، مما ساهم في تطوير ملكة الأدب لديها خلال مرحلة الابتدائي، وأيضا بعد أن أهداها معلمها بالابتدائي أوّل رواية بعد تفوقها في الدراسة. شغفها بالمطالعة خاصة في مرحلة المتوسط، جعلها توفّر ما تحوزه من أموال بانتظار معارض الكتاب لشراء كتاب أو اثنين، فجهزت مكتبة صغيرة خاصة بها، أهّلتها للكتابة خاصة وأنها فتاة انطوائية لا تبوح بمشاعرها إلا للورق. تقول حجازي إنّ أول إصدار لها بعنوان "نبض الوتين"، سنة 2019، مشيرة إلى أنها اعترضتها العديد من الصعوبات قبل أن يرى النور بسبب بعض دور النشر والعوائق التي تضعها في وجه الكتاب المبتدئين على وجه الخصوص، فمن منظورها بعض دور النشر لم تعد تعتني بتنقيح وتدقيق الكتاب ولا التسويق والاشهار، وصار دورها يقتصر على الطباعة فقط، في حين يتحمل الكاتب مسؤولية ما تبقى من مهام حتى يرى إصداره النور. وأضافت المتحدثة أنّها تأثرت بكتابات المنفلوطي باعتبار أنه أول من قرأت له، وكذا طه حسين، وحاليا زادت اهتماماتها بكتابات الدكتور أيمن العتوم بحكم أن أسلوبه مقارب للأسلوب الذي تكتب به، كما أنّها تفضّل الروايات التي تعكس المجتمع والواقع. من جانب آخر، ترى زواوية حجازي بأن الثقافة في الجزائر في ازدهار، بعد انفتاح الفئة المثقفة على ثقافات المجتمعات الأخرى، ما سمح بتوسع الاطلاع وتعدد وجهات النظر، كما سهلت التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي الوصول للمعلومة واكتسابها. وترجع المتحدثة بروز العنصر النسوي بقوة على الساحة الأدبية، مردّه حاجتهم الأساسية في إيصال أفكارهن وفرض آراءهن، وحاجتهن إلى آذان صاغية، فكان لابد من الكتابة باعتبارها وسيلة أساسية للتعبير ومنبع قوة.