رقم قياسي ذلك الذي حضر إلى الملعب عشية أمس لمتابعة مباراة المنتخب الوطني الجزائري ونظيره الصربي، فرغم أنها مواجهة ودية إلا أن الأنصار الذين تنقلوا لمشاهدة اللقاء كانوا أكثر من 200 ألف متفرج، فمنهم من كان حائزا على تذكرة ومنهم من تنقل كي يدخل صدفة، وهو الذي خلق هلعا كبيرا خارج الملعب بسبب تدخلات الشرطة وكل الاحتكاكات التي عرفها الأنصار مع قوات الأمن والتدخل السريع، وهذا ما يثبت أن أهمية اللقاء كانت كبيرة جدا بالنسبة للأنصار. الأنصار صنعوا ثقبا في الجهة الخلفية وتسلل المئات إلى المدرجات بعد أخذ ورد مع قوات الأمن توجه المئات من الأنصار إلى خلف الملعب واستغلوا عدم وجود أي أحد من أفراد الأمن بالمنطقة وتسللوا بعدما صنعوا ثقبا على الأسوار الخلفية لملعب 5 جويلية، مما جعلهم يدخلون بالمجان إلى المدرجات لمدة عشرين دقيقة كاملة، قبل أن يتفطن رجال الأمن وسدوا الثغرة من خلال إبعاد الأنصار، لكن الأمر خرج عن نطاقه، وتسلل الأنصار بدون تذاكر جعل الحسابات تختلط حتى على المنظمين داخل الملعب المكلفين بتسيير الأمور الخاصة بالأنصار. مناصاران يتقاسمان كرسيا واحدا والجلوس حتى على الأسوار تسلل المئات من الأنصار جعل مدرجات الملعب لا تتسع لهم، سيما أن عدد التذاكر الذي بيع من قبل كان كبيرا بالمقارنة مع المقابلات الأخرى، فضلا عن دخول العديد من الأنصار بتذاكر مزورة، مما جعل العدد يرتفع أكثر مما كان مقررا، وبالإضافة إلى المكان المخصص فوق المنصة الشرفية الذي يمنع الجلوس فيه، فإن المدرجات أصبحت لا تسع الجمهور الجالس عليها، في لقطات ذكرت الجميع بكأس أمم إفريقيا سنة تسعين. لأول مرة تحصل هذه الفوضى وفي تشاكر الأمور كانت منظمة أجمع كل المتتبعين أنها المرة الأولى التي يدخل فيها عدد كبير من الأنصار بدون تذاكر، والسبب الوحيد هو عدم التحكم في الوضع، سيما أن المقابلات الرسمية التي لعبها المنتخب الوطني من قبل في البليدة، كان الأنصار يمنعون من الاقتراب من الملعب بدون تذاكر، ولم تحدث يوما هذه الفوضى الكبيرة التي جعلت العديد من أنصارنا لا يدخلون الملعب رغم امتلاكهم لتذكرة اشتروها حتى بأثمان باهظة في السوق السوداء، لكن سوء التنظيم جعلهم يدفعون الفاتورة غالية هذه المرة. الملعب لم يمتلء بهذه الطريقة منذ لقاء غينيا وفي نفس السياق، فإن ملعب 5 جويلية لم يسبق له وأن امتلأ بهذه الطريقة منذ مدة طويلة، خاصة في مقابلات المنتخب الوطني، إذ غاب الجمهور القياسي منذ لقاء غينيا 2007 الذي انتهى بفوز الغينيين بهدفين لصفر وإقصاء المنتخب الجزائري من التأهل لكأس إفريقيا التي جرت بغانا سنة 2008، ومنذ ذلك اليوم لم يتمكن المنتخب الجزائري من اللعب في ملعب مكتظ عن آخره كملعب 5 جويلية الذي عرف حضورا تاريخيا للأنصار.