عرفت صيدليات ولاية تيزي وزو منذ بداية الشهر الفضيل، إقبالا كبيرا لجل شرائح المجتمع لاقتناء العقاقير والمسكنات المتعلقة خصوصا بآلام الرأس والبطن معظمها تباع دون وصفات طبية، وهو ما يؤثر سلبا على صحة المواطن، كلما زاد الإفراط في تناولها. "الشروق" تقصت عن الموضوع، حيث تجولنا بعدد من الصيدليات بكل من بلديات واضية ومعاتقة وتيزي وزو.. ففي عاصمة الولاية، التي بها 37 صيدلية، من مجموع 226 عبر تراب الولاية، أكدت لنا الصيدلية فريدة بحي المدينة الجديدة أنه منذ دخول شهر رمضان، زاد إقبال المواطنين على الحبوب المسكنة لآلام الرأس، والأسنان، والبطن.. فعل سبيل المثال، أصبحت تبيع علب الباراسيتامول والبانادول بالمئات يوميا، مضيفة أن أغلب الصيدليات بالبلدية أصبحت تعمل بالفترة الليلية، بسبب ارتفاع عدد المرضى. من جهته، أكد الصيدلي محند ببلدية واضية أن أغلب المدمنين على المهدئات هم أشخاص أعمارهم فوق 40 سنة، ولم يخف ذات المتحدث أنه حتى المراهقين والشباب أصبحوا من المدمنين على دواء البنادول، خاصة من المدخنين الذين يعانون من آثاره السلبية خلال شهر الصيام. وخلال تنقلنا إلى المستشفى الجامعي محمد النذير بعاصمة الولاية أشار الطبيب المختص "مزيان. خ" إلى أن الصيام يؤثر في الأيام الأولى من الشهر الفضيل على متعاطي الخمور والمخدرات وكل أشكال التبغ بالخصوص وحتى مدمني القهوة، الأمر الذي يدفع بغالبيتهم إلى الخلود إلى النوم لفترات طويلة وآخرون يحسون بالغثيان والصداع اليومي، بسبب نقص النيكوتين والكافيين والكحول في دم الإنسان، مضيفا أن غالبيتهم يتعاطون المهدئات خلال شهر الصيام للتقليل من الألم إلا أنها ستنعكس سلبا على صحتهم فالإفراط على المسكنات يزيد من السمنة، وأمراض القلب والضعف الجنسي وارتفاع ضغط الدم، قائلا إن هناك فئة استطاعت التغلب على هذه الظواهر السلبية فأغلب من توقف عن التدخين والشمة في شهر رمضان يحس بالراحة النفسية بعد العشر الأوائل من شهر الصيام. وتتغلب الأوعية الدموية الجديدة بجسم الإنسان مع الوقت على الأمراض والاختلالات السابقة، مؤكدا أن شهر رمضان هو فرصة العمر للمدمنين للتخلص من العديد من الأعراض المرضية والإقلاع نهائيا عن تناول تلك السموم.