أعلن قيادي بارز في التيّار السلفي بالأردن لجريدة "يونايتد برس إنترناشونال "أنّ عددا من المسلمين "الأمريكان والإنجليز وجنسيات أوروبية أخرى يقاتلون إلى جانب جبهة النصرة لأهل الشام في سوريا"، وبعضهم دخل الشّام لمهام محدّدة ثم "أعلن إسلامه" وللتحق بصفوف "التنظيم". جبهة النصرة لأهل الشام هي تنظيم جهادي أسس بعد أشهر من "تسليح" الثورة السورية وتشكيل لجان ما سمّي "الجيش السوري الحر"، غير المؤدلج، ويقوده أبو الفاتح الجولاني الذي تبقى هوّيته محل سر وكتمان. الظهور القوي للتنظيم من بداياته والعمليات الدقيقة التي قام بها ضد أهداف نظامية وسط حلب، أثارت حوله العديد من الشكوك حتّى من بعض المقربين للتيّار السلفي الجهادي كأبو بصير الطرطوسي الذي شكّك في التنظيم وعلاقاته بالنّظام السوري، وهل يراد به ضرب "شعوبية" الثورة وتحويلها إلى "طائفية" متناحرة، لكن كل هذه الشكوك زالت وبرزت جبهة النصرة أكثر فأكثر وانضم إليها العديد من الشباب وحتى من الجيش الحر. في ديسمبر 2012 أدرجت واشنطن "النّصرة" على لائحة التنظيمات "الإرهابية" في العالم، ما أثار حملة انتقادات واسعة طالتها من المتعاطفين مع الثورة السورية كقائد الجيش الحر رياض الأسعد الذي قال بأنّ "جبهة النصرة هي الفصيل الأفضل والأشجع على الأرض وهي ليست متشددة"، وعلى إثر ذلك أعلن العديد من الثوّار عن جمعة تضامنية معها بعنوان "كلّنا جبهة النّصرة". تعد حلب أحد أكثر المناطق التي ينشط فيها التنظيم فضلا عن تواجد كتائب ومعسكرات تدريبية له في كل من دمشق وحمص وغيرها من المدن السورية، ولا يُعرف إن كان للتنظيم علاقات مباشرة مع القاعدة، إلا أنّ نشر بياناته وإصداراته على المواقع المقرّبة من الجهاديين فضلا عن الشعارات التي يحملها ودعوته إلى إقامة إمارة إسلامية في الشام جعل الكثير يحسبه على التنظيم. جبهة النصرة ولواء الإسلام وغيرها من التنظيمات الإسلامية في سوريا جعلت الولايات المتّحدة والغرب يتحججون بها لمنع إرسال معونات قتالية للشام،، مع العلم أنّ التنظيم قام بالعديد من العمليات المشتركة بينه وبين الجيش الحر والكتائب الناشطة ضد أهداف نظامية.