فجّر مجموعة من الطلبة بجامعة مستغانم، فضيحة مدويّة هي الثانية من نوعها، تتعلّق باتّهام عميد إحدى الكليّات بسرقة علمية عن طريق الاستنساخ الحرفي لمقال علمي منشور في كتاب صادر باسمه، وذلك من ثلاثة كتب بنسبة مائة بالمائة من دون أن يظهر أيّ مجهود خاصّ للدكتور المتّهم. وهي ثاني فضيحة تنسب إليه بعد تهمة سرقة كلمة عميدين من جامعة عراقية ونشرها باسمه في موقع جامعة مستغانم مؤخّرا. حصلت "الشروق" حصريا، على أدّلة قاطعة بخصوص سرقة علمية فادحة، متورّط فيها دكتور جامعي وعميد حاليا لإحدى الكليّات بجامعة مستغانم، ويتعلّق الأمر بمقال علمي منشور في كتاب جماعي منشور في سنة 2009 عن دار الاختلاف بعنوان "التأويل والترجمة"، تحت إشراف العميد، الذي كان سابقا رئيسا لقسم الفلسفة، حيث صدر له مقال بعنوان "سرّ الترجمة وهاجس التأويل"، من الصفحة 19 إلى الصفحة 39. وهو عبارة عن فقرات منقولة كاملة غير منقوصة، من ثلاثة كتب، الأوّل هو "الهرمونيطيقا والفلسفة"، للمؤلف عبد الغني بارة، الصادر عن نفس دار النشر في سنة 2008، وكان النقل من الصفحة 103 إلى غاية الصفحة 110، والكتاب الثاني بعنوان "في الترجمة"، للمؤلف عبد السلام بن عبد العالي، ترجمة كمال تومي، الصادر عن دار توبقال بالمغرب في سنة 2004 وذلك من الصفحة 9 إلى الصفحة 97، والكتاب الثالث هو "في الترجمة والفلسفة السياسية والأخلاقية"، ترجمة عز الدين الخطابي عن دار التربية بالمغرب، الصادر سنة 2004، من الصفحة 21 إلى 39. وحسب ما تأكّدت منه "الشروق"، استنادا إلى تقرير تقني مفصّل، فإنّ النقل كان حرفيا لفقرات مطوّلة، إلى درجة أنّ كامل المقال العلمي المنشور باسم العميد، مستنسخ، ولم يكن المجهود الذي قام به إلاّ الانتقاء والقصّ واللصق !! والملاحظ أنّ سنوات نشر الكتب الثلاثة قبل نشر المقال في الكتاب المؤلّف جماعيا، وهو ما تمّ اعتباره من قبل الطلبة، حسب رسالة ضمن الأدلّة المحصّل عليها، "سطوا غير أخلاقي على مجهودات الآخرين وخيانة للأمانة العلمية، من قبل أستاذ جامعي يفترض أن يكون قدوة للطلبة". وحسب مصادر "الشروق"، فإنّ الفضيحة تمّ اكتشافها صدفة من قبل مجموعة من الطلبة أثناء بحثهم في المراجع لتحضير مذكرات تخرّجهم، وهو ما كان صادما لهم. ويقول هؤلاء إنّه يكفي القيام بتقرير خبرة علمية بسيط وسطحي حتّى يتّم اكتشاف الفقرات المنقولة من الكتب الثلاثة. وجدير بالذكر أنّ نفس الدكتور، سبق أن نسبت إليه تهمة سرقة علمية وهي النقل الحرفي لكلمة عميدين من جامعتين عراقيتين، ونشرها ككلمة افتتاحية بالموقع الرسمي لجامعة مستغانم باسمه، والتي سبق أن نشرتها "الشروق"، في الأشهر القليلة الماضية، ليتّم على إثر ذلك، الاكتفاء بسحب الكلمة وتغييرها بأخرى. وبخصوص الفضيحة الثانية، اتصلت "الشروق" بالموزع الهاتفي للكلية، من أجل أخذ رأي العميد في القضيّة إلاّ أنّه لا يرّد نظرا إلى وجود الكليّة في حالة إضراب منذ الأسبوع الماضي من قبل طلبة جميع الأقسام بسبب مشاكل بيداغوجية، حيث أغلقوا جميع المقرّات الإدارية.