السؤال: ذهبت إلى العمرة في بداية شهر رمضان، ولم أحرم في الطائرة ولكن أحرمت في مطار جدة، فهل عمرتي صحيحة؟ وهل يجب علي شيء؟ الجواب: الإحرام من الميقات واجب، أوجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث المتفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَّتَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ"، فكل من تجاوز الميقات وأحرم خالف الواجب ولزمه هدي، هذا إذا كان المحرم يسير في البر، وأما إذا كان سفره عن طريق الجو فقد استثنى الكثير من محققي المذاهب الإسلامية بتأخير الإحرام إلى مطار جدة، تيسيرا على الناس، وتجنبا لأي خطر يحصل بسبب الإحرام في الطائرة، وبهذا أخذت لجنة الفتوى بالجزائر. السؤال: عباس من مدينة عنابة، أريد السؤال عمن ابتلي وارتكب حرمة الإفطار عمدا في رمضان، ما هي الكفارة التي تجب عليه؟ وهل يمكن أن يطعم ستين مسكينا عوض أن يصوم ستين يوما؟ وما هو المبلغ المقدر لاستيفاء هذه الكفارة؟ بارك الله لكم وفيكم. الجواب: الكفارة الواجبة على من انتهك حرمة رمضان هي عتق رقبة مؤمنة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينا، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ رَجُلًا أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ، أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً، أَوْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ، أَوْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا"، والصحيح أن هذه الأنواع على التخيير وليست على الترتيب، فيجوز له أن يُكَفِّرَ بالإطعام ويترك الصيام، وأما مقدار الطعام الذي يجب إعطاؤه للمسكين فهو مد أي حفنة من غالب قوت البلد، وغالب قوت بلدنا هو السميد، وعليه فإن مجموع ما يعطيه هو 30 كلغ من السميد، أو ما يقابله من المال، وقيمة المبلغ الذي يعطى حسب السعر المرجعي للسميد في هذه السنة 1436ه 2015م هو 1500دج. السؤال: ما حكم الأخت التي تتكلم بالسوء على أختها، ويصل بها الأمر إلى أن تتصل بزوجها وتخبره أن زوجته لها علاقات مع الرجال وتطلب منه أن يطلقها؟ الجواب: هذه الصفة المذكورة في أختك من أقبح الأوصاف وأسوأ الأخلاق، وصاحبها من شرار الخلق، وفي أمثالها جاء الحديث عند أحمد وغيره عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ"، وما تقوم به أختك فهو عين النميمة التي يستحق صاحبها العذاب في النار، ففي الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ"، وإلى جانب أنها نمامة فهي قاذفة، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات من الموبقات، والعقوبة الدنيوية للقذف أن يجلد القاذف ثمانين جلدة، ولا تُقْبَلُ له شهادة، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، والواجب على العائلة أن تنصحها وأن تأمرها بكف شرها وأذاها عن أختها، وإن لم تفعل فضحوها وكشفوا أمرها حتى يحذرها الناس، وليس لها غيبة. السؤال: حياك الله، أسأل عن الكفارة، لأنه صعب علي إيجاد المساكين، هل يجوز أن أخرج مبلغا من المال لمطاعم الرحمة في رمضان؟ الجواب: لا مانع من تقديم المبلغ للقائمين على مطاعم الرحمة، ما دام يصرف في إطعام الصائمين. السؤال: أخت تسأل: في العادة أن أصلي الوتر في الثلث الأخير من الليل، فهل يجوز لي مواصلة ذلك أم ينبغي أن أصليها مباشرة بعد التراويح وركعتي الشفع؟. الجواب: ليس في الأمر حرج، فإذا كنت ترغبين في صلاة التهجد وتعلمين من نفسك القيام فلك أن تؤخري الوتر ليكون آخر صلاتك، عملا بما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا"، الصحيحين أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ"، وإن خفت فوات الوتر فلك أن تصليه في أول الليل وإذا قمت في آخر الليل صليت ما تشائين من الركعات من غير إعادة الوتر، لما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أَيُّكُمْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ ثُمَّ لْيَرْقُدْ، وَمَنْ وَثِقَ بِقِيَامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ".